ابراهیم ابو الانبیا

عباس محمود العقاد d. 1383 AH
46

ابراهیم ابو الانبیا

إبراهيم أبو الأنبياء

ژانرها

إن الخطيئة هي غلفة

3

النفس، فإذا نحن تعمدنا ختن روح القدس تلك الغلفة التي جعل الله غلفة اللحم إشارة إليها، وإنما غلفة اللحم إذا اختتنت لا يمكن عودتها، وأما هذه الغلفة التي هي الخطيئة، فإذا ختنها روح القدس يوم المعمودية وطهر الإنسان منها، فالشيطان يعود فيقاتله بها، فينبغي له أن يقاتله دائما ولا يفعلها.

إلى أن يقول: أما قول الله لإبراهيم: إن ملوكا تخرج منك. فليس بملوك أرضية يمتدح الله ويفخر، ولو كان الذي أمره الله بالختان قال له: إن ملوكا تخرج منك، وحقق ذلك أن الذي يختتن الختانة الروحانية المتقدم ذكرها، فعقله يكون ملكا وحاكما على أفكاره، وعلى شهواته ولذاته ...

وظلت أخبار التلمود والمدراش عن إبراهيم شائعة بين المسيحيين كما كانت شائعة قبل الميلاد؛ لأنهم يرجعون إلى العهد القديم وشروحه وتفسيراته، ولكنهم اعتبروا أن بشائر إبراهيم كلها مرهونة بظهور المسيح الذي يكون الخلاص على يديه، ومن أجل المسيح تلقى إبراهيم تلك البشائر من الله، فانتشرت الكرامات والمعجزات التي نسبت إلى الأنبياء والآباء قبل الميلاد انتشارا كبيرا في صدر المسيحية وزمنا طويلا بعد نشأتها الأولى إلى ما بعد القرون الوسطى، وجعل الرواة المسيحيون يلحقونها بمعجزات المسيح، ويحسبونها مقدمة لا تتم إلا بنتيجتها الموعودة، وهي دعوة المسيح إلى النجاة.

وعمد بعضهم إلى تفسير كتب العهد الجديد بهذه العقيدة في أقوال غير معتمدة، ولكنها سرت بين السواد والعلية كما سرت من قبل تفسيرات العهد القديم.

فمن أمثلة ذلك عبارة وردت في رسالة بطرس الأولى؛ حيث يقول في الإصحاح الثالث:

إن المسيح أيضا تألم مرة واحدة من أجل الخطايا ... مماتا في الجسد محيا في الروح،

4

وبالروح أيضا ذهب فوعظ الأرواح التي في السجن، إذ عصت قديما حين كانت أناة الله تنتظر مرة في أيام نوح.

صفحه نامشخص