ففيها ولد وامضى سنيه الست الاولى، حيث يكون الطفل مستعدا للتاثر بمحيطه تاثرا تثبت معالمه في مقومات شخصيته. من هنا عنيت التربيه الحديثه بهذه المرحله من العمر واوصت بتهيئه الجو الامثل للطفل خلالها، فالتاثير المعنى به هنا انما هو تاثير البيئه، واما الوراثه فليست مرتبطه بسن معينه.
ولقد ركز الاسلام ايضا عنايته بهذه المرحله من العمر، كما عرف ذلك العرب قبل الاسلام حيث كانوا يودعون المولود الجديد مرضعات الباديه، ثم لا يعيدونه حتى يبلغ السادسه من العمر او قريبا منها، ادراكا منهم بانه سيعود حاملا مقومات شخصيته المستقبليه من تلك البيئه.
لذا راينا قبل الدخول في دراسه معالم المفكر المجتهد ان نقرا اهم ملامح موطنه الاول.
حران :
اول ارض وضع فيها حائط بعد الطوفان، غير بابل.
بلده في ارض الجزيره المستويه بين دجله والفرات، هى موطن المضريين، بناها هاران اخو ابراهيم الخليل (ع)، فسميت باسمه، ثم عربت فقيل: حران.
واليها كانت هجره ابراهيم الخليل باهله اولا، نزل على عين ماء فيها، فاقام هناك ساكنوها من بعد مشهدا سمى مشهد ابراهيم الخليل.
وفى ما حكاه القرآن الكريم من قول ابراهيم (ع): ( انى ذاهب الى ربى سيهدين) قيل: هاجر الى حران.
وفى قول الله تعالى: ( ونجينه ولوطا الى الارض التى ب-ركنا فيها للع- لمين) قيل: تلك الارض كانت حران. هذا ما ذكره ياقوت وابن الفقيه، وهو عند اصحاب التفسير نادر جدا.
وحران موطن الصابئه! فيها سدنتهم السبعه عشر، وبها تل عليه مصلاهم الكبير، يعظمونه وينسبونه الى ابراهيم الخليل (ع).
ويزعم الصابئون ان مانى الثنوى من اهل حران، قال بالاثنين فضارع قول المجوس، ووضع اناجيل وتسمى مسيحا فضارع قول النصارى، وافسد الشريعه، وقتله سابور احد ملوك الفرس على الزندقه.
ويزعمون ايضا ان ديصان الزنديق هو من اهل تلك الديار، وكان ولد زنا، وجد منبوذا على نهر ديصان، فسمى به.
صفحه ۵