فى ذلك البيت ترعرع الوليد، وفى ذلك المحيط امضى سنيه الست الاولى، تلك السنين التى تغذى الطفل بزادها، وتزرع بصماتها في ذهنه، وفى وجدانه، في شعوره ولا شعوره، لتترك آثارها فيه طفلا، ثم يافعا، ثم كهلا، فشيخا.
وبعد السادسه من عمره حمله ابوه - مع سائر اسرته - سنه 667 ه ، مفارقا مسقط راسه ومهوى فواده، قاصدا دمشق، هربا من الغزو التترى المتتابع على حران.
واستقرت الاسره في دمشق الى حيث تشتهى من المنزل والمنزله، فافرد للشيخ عبدالحليم - والده - كرسى بجامع دمشق يدرس فيه، واسندت اليه مشيخه دار الحديث السكريه في القصاعين محل سكناه.
واما الناشى احمد فلم يذكر شيء عن طفولته، حتى ابتدا درسه على ابيه في دمشق، ثم تنقل بين عدد من مشايخها، وكان ابرزهم: - احمد بن عبدالدائم المقدسى (575 - 668 ه ): النساخ المحدث الحنبلى، ومن تاريخ وفاته يظهر ان ابن تيميه قد باشر التعلم عليه مبكرا ولما يجاوز السابعه من عمره.
- ابو زكريا، سيف الدين يحيى بن عبدالرحمن الحنبلى (ت 669 ه ).
- مسند الشام ابن ابى اليسر التنوخى (ت 672 ه ).
- عبدالله بن محمد بن عطاء الحنفى (ت 673 ه ).
- ابو زكريا، كمال الدين يحيى بن ابى منصور بن ابى الفتح الحرانى الحنبلى(ت 678 ه ).
- عبدالرحمن بن ابى عمر، ابن قدامه المقدسى الحنبلى (ت 682 ه ).
كما تلمذ على عدد من النساء المحدثات، وهن: - ام العرب، فاطمه بنت ابى القاسم بن القاسم بن على - المعروف بابن عساكر مورخ الشام - (ت 683 ه ).
- ام الخير، ست العرب بنت يحيى بن قايماز (ت 684 ه ).
- زينب بنت احمد المقدسيه (ت 687 ه ).
- زينب بنت مكى الحرانيه (ت 688 ه ).
- وآخر من ذكر في شيوخه موتا: شرف الدين احمد بن نعمه المقدسى (ت 694ه )، وهو القائل: انا الذى اذنت لابن تيميه في الافتاء.
- واما الشيخ عبدالسيد، اليهودى الذى اسلم وتوفى سنه 715 ه ، فمنهم من عده في شيوخه، ومنهم من عده في رفقته واصحابه.
صفحه ۲۸