210

ابن تیمیه، زندگی و عقاید او

ابن تيمية حياته عقائده

وحتى حين يرتكب يزيد العمل الذى انذر منه النبى (ص) وقال في فاعله : (عليه لعنه الله والملائكه والناس اجمعين، ولا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا) حتى هذا حين يرتكبه يزيد يقال : انه تاويل!! تركه الصلاه عمود الدين تاويل، وشرب الخمر تاويل، وقضاء الليالى مع الغانيات تاويل، واحراق الكعبه تاويل! فلم يبق الا استبدال القرآن بكتاب جديد، ولو فعله لدخل ايضا في ساحه التاويل، بل بحور التاويل التى ابتلعت كل معالم الدين وما زالت تتسع للمزيد، حتى يكتفى يزيد! ولنعد الى حديث الامام احمد حيث قال الشيخ انه انتهى، ولم ينته بعد، بل واصل الامام احمد قائلا: (ولم لا يلعن من لعنه الله تعالى في كتابه؟!).

فقيل له: واين لعن الله يزيد في كتابه؟ فقرا احمد قوله تعالى: ( فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم * اولئك الذين لعنهم الله فاصمهم واعمى ابصرهم ).

ثم قال: فهل يكون فساد اعظم من القتل؟!.

هذا هو حديث الامام احمد الذى اثبت فيه ان يزيد ملعون في كتاب الله، وتلك هى امانه (شيخ الاسلام) في نقل عقائد السلف واحاديثهم.

وابو الفرج ابن الجوزى الفقيه الحنبلى الشهير ينقل هذا الحديث كاملا في كتاب صنفه في الرد على من منع لعن يزيد، واسماه (الرد على المتعصب العنيد) وقال فيه: صنف القاضى ابو الحسين محمد ابن القاضى ابى يعلى بن الفراء كتابا في بيان من يستحق اللعن وذكر فيهم يزيد، وقال: الممتنع من ذلك اما ان يكون غير عالم بجواز ذلك ، او منافقا يريد ان يوهم بذلك ، وربما استفز الجهال بقوله: (المومن لا يكون لعانا) وهذا محمول على من لا يستحق اللعن.

صفحه ۲۱۰