قام العصر المماليكى الاول على انقاض الدوله الايوبيه التى حكمت مصر والشام منذ عام 567 ه ، حيث كانت نهايه العهد الفاطمى الذى امتد قرابه ثلاثه قرون (296 - 567 ه ) حتى انهكته الحروب المتواليه، فبعد السلاجقه الذين بسطوا نفوذهم على بغداد سنه 451 ه ، ثم اندفعوا نحو الشام ينازعون الدوله الفاطميه على مدنه الكبرى، بعد ذلك كانت الحروب الصليبيه التى ابتدات في سنه 488 ه بمهاجمه الثغور الشماليه في آسيا الوسط ى، ثم انحدر الافرنج الصليبيون نحو الرها ليقيموا فيها اولى ولاياتهم في ارض الاسلام سنه 491 ه ، ثم انطاكيه التى اصبحت مركز ولايتهم الثانى، كل ذلك انتزعوه من السلاجقه، ثم انحدروا جنوبا فانتزعوا مدن الساحل ووادى نهر العاصى من الفاطميين، وتوغلوا نحو الجنوب قاصدين هدفهم، القدس، حتى اجتاحوها في شهر رجب من سنه 492 ه بعد حصار دام نحو اربعين يوما، فاشاعوا فيها الذبح الذريع دون تمييز في سن او جنس ، فكانت مذبحه وصفها مصدر لاتينى قائلا: ان النظر كان يقع على اكوام من الرووس والايدى والاقدام في الطرق والساحات العامه.
والظاهر ان تسميه الحروب الصليبيه ليست تسميه عربيه، فالذى دونه مورخو العرب هو اسم الافرنج. وهولاء الافرنج هم الذين اطلقوا عليها اسم الحروب الصليبيه، فاستساغه المتاخرون لسببين: الاول: ان تسميه الافرنج تسميه قديمه رهينه عصرها.
والثانى، وهو الاهم: ان في هذه التسميه تعبير صادق عن هويه تلك الحروب، التى انطلقت شرارتها الاولى بدعوه البابا اوربانوس الثانى في خطبته العنيفه التى القاها في جنوب فرنسا داعيا الى الزحف نحو (كنيسه القيامه)، فهتف له الجمهور على الفور: هكذا يريد الله!.
صفحه ۱۴