فمن كلام معاويه حين قدم من الشام الى المدينه وكانت مضطربه على عثمان، مخاطبا عمار بن ياسر في مجلس ضم جمعا من الصحابه، قوله: يا عمار، ان بالشام مئه الف فارس كل ياخذ العطاء، مع مثلهم من ابنائهم وعبدانهم، لايعرفون عليا ولا قرابته، ولا عمارا ولا سابقته، ولا الزبير ولا صحبته، ولا طلحه ولا هجرته، ولا يهابون ابن عوف ولا ماله، ولا يتقون سعدا ولا دعوته.
فكانت وقعه صفين، التى سبقها ورافقها وتبعها حملات من الاعلام وقلب المفاهيم زادت في بعد مسلمى الشام آنذاك عن هدى القرآن والسنه (فنشاوا على النصب) لا يعرفون الا معاويه رمزا وعنوانا للاسلام، وان الباطل والضلال في خلافه!.
وعاشوا على (سنه) الفوها في سب على (ع) والحسن والحسين ريحانتى رسول الله وسيدى شباب اهل الجنه!.
وازداد الامر ظلمه بعد معاويه، فيزيد، الخليفه الجديد، اشد بعدا عن روح الدين واهدافه، بل عن ضروراته واحكامه، فبعد كونه ابن معاويه، المولود في الشام، كان قد نشا وتربى وترعرع بين النصارى مع امه النصرانيه ميسون، حيث كان معاويه قد طلقها بعدما اسمعته ابياتا تفضل فيها عيش الباديه وزوجا من بنى عمها على عيش القصور معه، تقول في اولها: للبس عباءه وتقر عينى احب الى من لبس الشفوف وآخرها: وخرق من بنى عمى ثقيف احب الى من علج عنيف من هناك جاء يزيد الى قصر الخلافه، ورغم انه عرف جهارا بيزيد الخمور، حليف الكاس واللهو والطيور، غير انه لم يجد من اهل دمشق الا التبريك والاجلال حين اصطفوا ينظرون الى موكب السبايا من آل الرسول، ورووس رجالهم مرفوعه على رووس الرماح، يتقدمها راس الحسين العزيز على الله ورسوله!.
ولم يجد منهم الا جنودا اوفياء، يقتحمون مدينه الرسول، فيقتلون رجالها من الصحابه وابنائهم، ويستبيحون الاعراض، في وقعه الحره المنكره!.
صفحه ۱۱