ابن السلطان: وقصص أخرى
ابن السلطان: وقصص أخرى
ژانرها
لذلك لم أفرح كفرحتي حين رأيته ينحدر على السكة من بعيد، كأنه عمود من الدخان يطول ويقصر. كانت له مشية تميزه عمن سواه، ولكنني دهشت قليلا حين وجدته يربط إحدى ذراعيه برباط كبير، ويتوكأ على عصا، وهو الذي كان مثل الجن الأحمر.
أقبلت عليه مرحبا. ولو أطعت نفسي لعانقته: ما هذا؟ كفى الله الشر!
فأجاب وهو يجلس إلى إحدى الموائد: الحمد لله، جاءت سليمة.
فقلت محاولا أن أكتم فرحتي به: سمعت أن قطاع الطريق هجموا عليك.
فضحك من قلبه، وتلفت ينظر في الدكان: أبوك ليس هنا؟ ثم غمغم قائلا: هل تعرف مولد سيدك إبراهيم الدسوقي؟ - سمعت أنه في هذين اليومين. - حسن، حاولت أن أحضر الزفة، وأن أركب الفرس، ولكنهم لم يصدقوا أنني ابن السلطان. ألم أقل لك إنهم كفرة! جذبوني من على الفرس، ومن حسن حظي أن ذراعي هي التي كسرت، لا رقبتي!
وأردت أن أغتنم هذه المصادفة التي جمعتني به وحدنا، فاستدرجته قائلا: ألم تعرف ما حدث لي؟!
فأقبل علي في اهتمام، وفرحت بالقلق البادي في عينيه، ثم قلت أخيرا: رأيت أباك في المنام. فسألني غير مصدق: حقا؟
قلت وأنا أصطنع لهجة الكبار حين يتحدثون في أمر خطير: وهل عرفتني كذابا؟ لا، لا، زعلتني منك.
فعاد يسأل في شوق: طيب، وماذا كان يركب؟
فقلت بعد أن تركته معلقا في لحظة انتظار: كان يركب يا سيدي فرسا أبيض، ويلبس أبيض في أبيض.
صفحه نامشخص