289

ابن الرومی: زندگی او از شعرش

ابن الرومي: حياته من شعره

ژانرها

ونشأ ابن الرومي ودعبل كذلك شاعر واسع الشهرة، جذاب السيرة؛ لغرابة أخلاقه ومخاطرته وتطويفه في الآفاق، مستحسن الشعر بين من يؤثرون الفحولة اللغوية، مفضل على المحدثين من طبقته، كما قال البحتري - وكان يتعصب له: «دعبل بن علي أشعر عندي من مسلم بن الوليد؛ لأن كلام دعبل أدخل في كلام العرب من كلام مسلم، ومذهبه أشبه بمذاهبهم.» وكان دعبل فيما عدا ذلك متشيعا لآل علي غاليا في تشيعه، فجذب ذلك كله نفس ابن الرومي الفتى نحوه، وحبب إليه محاكاته ومجاراته، وربما كانت الرغبة في مجاراته إحدى دواعيه إلى الهجاء.

ومات دعبل وابن الرومي في الخامسة والعشرين ولا نعلم أنهما تعارفا أو كان بينهما لقاء.

هذان هما الشاعران اللذان عاصرا ابن الرومي، وكان لهما أثر يذكر في تكوينه، أما الآخرون فالثابت أنه كان على معرفة وصحبة مع اثنين منهما، وهما: البحتري وأبو عثمان الناجم، وعرف البحتري في بيت الناجم، وكان هذا صديقا له بقي على صداقته إلى يوم وفاته، وراوية يحفظ شعره وأخباره، ويجري على طريقته في بعض تشبيهاته، فسأله البحتري أن يعرفه إلى ابن الرومي ففعل، وجرت بين الشاعرين صحبة غير طويلة ولا وثيقة؛ لأن البحتري كان يدل على ابن الرومي بمكانه من الخلفاء والأمراء، وكان ابن الرومي لا يطيق الصبر على ذلك، فهجاه وعاب شعره واتهمه بالسرقة، فمن قوله فيه:

قبحا لأشياء يأتي البحتري بها

من شعره الغث بعد الكد والتعب

كأنها حين يصغي السامعون لها

ممن يميز بين النبع والغرب

رقى العقارب أو هذر البناة إذا

أضحوا على شعف الجدران في صخب

وقد يجيء بخلط فالنحاس له

صفحه نامشخص