102

ابن الرومی: زندگی او از شعرش

ابن الرومي: حياته من شعره

ژانرها

وكلها كلمات من «مادة» الجرامض لا معنى لها ولا وجود.

وإذا صح استقراؤنا وكان من أساتذته أمثال ثعلب وقتيبة، فضلا عن الأستاذية الثابتة لابن حبيب، فلا جرم يصير ذلك علمه بالغريب والأنساب والأخبار، وهؤلاء كلهم من نخبة النخبة في هذه المطالب، ولا سيما إذا أعانهم تلميذ ذو فطنة متوقدة الفهم، وذاكرة سريعة الحفظ كهذا التلميذ، فقد مر بك أنه كان يحفظ الأبيات الخمسة من قراءة واحدة، فهب في الرواية بعض المبالغة التي تتعرض لها أمثال هذه الروايات، فهو بعد سريع الحفظ، وهذا مما يعينه على تحصيل اللغة وتعليق المفردات. •••

أفكان مع هذا العلم بالعربية يعلم لغة غيرها؟ إن جده كان روميا، ولكن كثيرا من الناس أجدادهم غرباء عن أوطانهم وهم لا يعرفون غير لغة الوطن الذين ولدوا فيه.

وإن أمه كانت تنتمي إلى فارس، ولكننا لا نعلم أفارسية هي أم من أصل فارسي قد يرتفع إلى الأجداد، وفرق بين الحالتين كما لا يخفى؛ لأنها قد تجهل الفارسية وهي حفيدة فارسي، أو يغلب أن تجهلها في هذه الحالة، وقد تتكلمها وهي بنت فارسي وفارسية، فيلقنها ابنها وينشأ على التكلم بها من صباه.

وفي أشعار ابن الرومي كلمات فارسية غير قليلة كأبنفشا «البنفسج»، والدستبند «ضرب من الرقص»، والبذبخت «سيئ الطالع»، والشير «الأسد»، والبرشوجة «طائر»، والدستنبوية «الشمامة»، والكذخذاة «القهرمانة» وأشباه هذه الألفاظ، ولكن العلم بألفاظ كهذه وبأضعافها لا يكثر على ساكن بغداد في ذلك العصر الذي تقاربت فيه الأمتان الفارسية والعربية، وامتزجت فيه الحضارتان، ونفذ فيه الفرس إلى كل فرع من فروع المعيشة الرفيعة والوضيعة، فمن أبناء القاهرة اليوم من يتلقف أضعاف هذا العدد من الكلمات الفرنسية والإنجليزية والإيطالية، ويجريها في مخاطبته اليومية وهو لا يتكلم بغير لسان وطنه.

بل هناك ما يكاد يدنو بنا إلى الجزم بجهل ابن الرومي اللغة الفارسية، وهو قوله في هجاء إسماعيل بن بلبل يتهمه في عربيته:

أإسماعيل من رجل

تعرب بعدما شاخا

وأصبح من بني شيبا

ن ضخم الشأن بذاخا

صفحه نامشخص