119

Ibn Hazm: His Life, Era, Views, and Jurisprudence

ابن حزم حياته و عصره آراؤه وفقهه

ناشر

دار الفكر العربي

محل انتشار

القاهرة

قائم، قد أصلت أصوله، وله فروع قائمة على هذه الأصول، وقد اقتبس في القوانين الجديدة بمصر بعض الآراء منه، ومنها جواز الوصية لوارث، فهو رأيّ فيه، وإن لم يكن الأرجح عندهم.

الإمامية الإسماعيلية:

١٤٥ - وهي طائفة من الشيعة الإمامية التي تقول إن الإمام يعين بالنص عليه بالشخص، لا مجرد التعريف بالوصف، وهي تنسب إلى إسماعيل بن جعفر الصادق بن محمد الباقر. تقول هذه الطائفة إن الإمام بعد جعفر الصادق ابنه إسماعيل، فهم يتفقون مع الاثنا عشرية إلى جعفر الصادق ثم يختلفون فينقسمون إلى قسمين بعد جعفر الصادق، أولئك يقولون إنه موسى الكاظم؛ والإسماعيلية يقولون إنه إسماعيل. ولكن إسماعيل قد مات قبل أبيه فكيف يكون إماماً بعده؟ قالوا إن أباه قد نص عليه، وفائدة النص، وإن كان قد مات قبله، هو بقاء الإمامة في عقبه.

وقد انتقلت الإمامة من طريق إسماعيل إلى محمد المكتوم، وهو أول الأئمة المستورين، إذ هم يجيزون أن يكون الإمام مستوراً تقية ولا يمنع ذلك من إمامته، وبعد محمد المكتوم ابنه جعفر المصدق، وبعده ابنه محمد الحبيب، وبعده ابنه عبد الله المهدي الذي ملك المغرب، ثم ملك من بعده ذريته مصر، وكانت الدولة الفاطمية.

وقد نشأت تلك الطائفة في العراق، وقد اضطهدت في أول أمرها فيمن اضطهد من الشيعة، وفر تحت تأثير ذلك الاضطهاد معتنقو مذهبها إلى فارس وهناك خالط مذهبهم بعض آراء من عقائد الفرس القديمة، فاعتنقها بعضهم وانحرف بعضهم، ولذلك حمل اسم الإسماعيلية طوائف كثيرة، بعضهم لم يخرجوا عن الإسلام، وبعضهم انحرفوا بما انتحلوا من نحل بعيدة عنه.

وقد سموا بالباطنية ولهذه التسمية عامل فيهم، فقد قالوا إن الإمام يصح أن يكون مستوراً، وقالوا إن للشريعة ظاهراً وباطناً، وأولوا على هذا الأساس ألفاظ القرآن تأويلات غريبة، وجعلوا تلك التأويلات هي الباطن وما يعلمه الناس هو الظاهر، وما عند الإمام من أسرار هو باطن الباطن،

119