الإبانة عن شریعة الفرقة الناجیة ومجانبة الفرق المذمومة

ابن بطه d. 387 AH
16

الإبانة عن شریعة الفرقة الناجیة ومجانبة الفرق المذمومة

الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية

پژوهشگر

عثمان عبد الله آدم الأثيوبي

ناشر

دار الراية للنشر

شماره نسخه

الثانية

سال انتشار

1418هـ

محل انتشار

السعودية

ومن ذلك نوع آخر أن الله عز وجل جعل لإبليس وذريته أن يأتوا بني آدم في جميع أطراف الأرض يأتونهم من حيث لا يرونهم لقوله عز وجل

﴿إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم

وجعلهم يجرون من بني آدم مجرى الدم ولم يجعل للرسل من بني آدم من السلطان مثل ما جعل لهم ولو كان هذا في أحكام العباد لكان من العدل بينهم أن يكون مع إبليس وذريته علامة كعلامة السلطان أو يكون عليهم أجراس يعرفونهم بها ويسمعون حسهم فيأخذون حذرهم منهم حتى إذا جاؤوا من بعيد علم العباد أنهم هم الذين يضلون الناس فيأخذون حذرهم أو يجعل للرسل أن يزينوا ويوصلوا إلى صدور الناس من طاعة الله كما يوسوس الشيطان ذريته ويزينوا لهم المعصية فلو فعل ذلك كان عند عبيده الباقين ظلما وجورا لأن العباد لا يعلمون الغيب فيأخذوا حذرهم من إبليس والرسل لا يستطيعون أن يزينوا في قلوب العباد طاعة الله ومعرفته كما يزين الشيطان في قلوب العباد معصيته بالوسوسة فمن قال أن الله لم يجعل لإبليس وذريته سلطانا أن يأتوا على جميع بني آدم من حيث لا يرونهم ويوسوس في صدورهم المعاصي فقد كفر ومن قال أن الله لم يعدل حيث جعل لإبليس وذريته هذا السلطان على بني آدم فقد كفر وهذا أيضا من الباب الذي يرد علمه مع الإيمان به والتسليم فيه إليه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون

صفحه ۲۴۹