الإبانة عن شریعة الفرقة الناجیة ومجانبة الفرق المذمومة
الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية
پژوهشگر
عثمان عبد الله آدم الأثيوبي
ناشر
دار الراية للنشر
شماره نسخه
الثانية
سال انتشار
1418هـ
محل انتشار
السعودية
قال الشيخ فجميع ما قد ذكرته لك واجب على المسلمين معرفته والإيمان به والإذعان لله عز وجل والإقرار له بالعلم والقدرة وأنه ليس شيء كان ولا هو كائن إلا وقد علمه الله عز وجل قبل كونه ثم كان بمشيئة الله وقدرته فمن زعم أن الله عز وجل شاء لعباده الذين جحدوه وكفروا به وعصوه الخير والإيمان به والطاعة له وأن العباد شاؤوا لأنفسهم الشر والكفر والمعصية فعملوا على مشيئتهم في أنفسهم واختيارهم لها خلافا لمشيئته فيهم فكان ما شاؤوا ولم يكن ما شاء الله فقد زعم أن مشيئة العباد أغلب من مشيئة الله وأنهم أقدر على ما يريدون منه على ما يريد فأي افتراء على الله يكون أكثر من هذا
ومن زعم أن أحدا من الخلق صائر إلى غير ما خلق له وعلمه الله منه فقد نفى قدرة الله عز وجل عن خلقه وجعل الخلق يقدرون لأنفسهم على ما لا يقدر الله عليه منهم وهذا إلحاد وتعطيل وإفك على الله عز وجل وكذب وبهتان ومن زعم أن الزنا ليس بقدر قيل له أرأيت هذه المرأة التي حملت من الزنا وجاءت بولدها هل شاء الله أن يخلق هذا الولد وهل مضى هذا في سابق علم الله وهل كان في الذرية التي أخذها عز وجل من ظهر آدم فإن قال لا فقد زعم أن مع الله خالقا غيره وإلها آخر وهذا قول يضارع الشرك بل هو الشرك الصارح تعالى الله عما تقول الملحدة القدرية علوا كبيرا
ومن زعم أن السرقة وشرب الخمر وأكل مال الحرام ليس بقضاء وقدر من الله لقد زعم أن هذا الإنسان قادر على أن يأكل رزق غيره وأن ما أخذه وأكله وملكه وتصرف فيه من أحوال الدنيا وأموالها كان إليه وبقدرته يأخذ منها ما يشاء ويدع ما يشاء ويعطي من يشاء ويمنع من يشاء إن شاء أغنى نفسه أغناها وإن شاء أن يفقرها أفقرها وإن أحب أن يكون ملكا كان وإن أحب غير ذلك كان وهذا قول يضارع قول المجوسية بل ما كانت تقوله الجاهلية لكنه أكل رزقه وقضى الله له أن يأكله من الوجه الذي أكله
صفحه ۴۴