حصول المأمول بشرح مختصر الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم

Hani Fakih d. Unknown
86

حصول المأمول بشرح مختصر الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم

حصول المأمول بشرح مختصر الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم

ناشر

نادي المدينة المنورة الأدبي

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م

ژانرها

بكرٍ: يا رسُولَ الله! هذا سُراقة بن مالِك قد رهقنا (^١). فدعا عليه رسُولُ الله ﷺ فساخَت (^٢) يدا فرسِه في الأرضِ، فقال: رميتُ، إنَّ الذي أصابني بدعائِكما، فادعُوا الله لي، ولكما عليَّ أن أردَّ الناسَ عنكما، فدعا له رسُولُ الله ﷺ فأُطلِق، وسأل رسُولَ الله ﷺ أن يكتب له كتابًا، فكتب له أبو بكرٍ في أديمٍ، ورجع يقول للناسِ: قد كُفيتم ما ههُنا. وقد جاء مسْلِمًا عامَ حجة الوداع ودفعَ إلى رسُولِ الله ﷺ الكتابَ الذي كتبه له، فوفَّى له رسُول الله ﷺ بما وعدَه وهو لذلك أهلٌ». الكلام عليه من وجوه: ١ ــ حادثة سراقة بن مالِك مخرجة في الصحيحين بنحو ما ذكره المصنف، وفي رواية البخاري أن سراقة كرر محاولة الوصول للنبي ﷺ مرتين، وفي كل مرة كانت تسقط فرسه وتسيخ يداها في الأرض (^٣). ٢ ــ وفي الحادثة معجزه باهرة للنبي ﷺ، ومظهر من مظاهر حفظ الله ورعايته له أثناء هجرته، ونظيره تعمية عيون قريش عنه عندما خرج من بيته، وعندما اختبأ في غار ثور. ٣ ــ ومما اشتهر في كتب السيرة أن النبي ﷺ قال يومها لسراقة: «كيف بك يا سراقة إذا لبستَ سواري كسرى؟»، فلما فُتحت بلاد فارس وأُتي عمر بن الخطاب ﵁ بسواريّ كسرى وتاجه دعا سراقة بن مالك فألبسه إياهما، وقال له:

(^١) رهقنا: أدركنا واقترب منا. (^٢) ساخت: غاصت ودخلت. (^٣) صحيح البخاري «٣٩٠٦»، صحيح مسلم «٢٠٠٩».

1 / 97