40

حصول المأمول بشرح مختصر الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم

حصول المأمول بشرح مختصر الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم

ناشر

نادي المدينة المنورة الأدبي

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م

ژانرها

٤ ــ وقوله: "ثم تبدَّى له الملَكُ بين السماء والأرض على كرسيّ": هذه الرواية ثابتة في الصحيح (^١). قيامُه ﷺ بالدَّعوة: قال المصنف: «ثم أَمَرَه اللهُ في هذه الآيةِ (^٢) أن يُنذرَ قومَه ويدعُوهم إلى الله، فشمَّر ﷺ عن سَاقِ التكليفِ، وقامَ في طاعةِ الله أتمَّ قيامٍ، يدعو إلى الله سبحانَه: الكبيرَ والصغيرَ، والحرَّ والعبدَ، والرجالَ والنساءَ، والأسودَ والأحمرَ، فاستجابَ له عِبَادُ الله من كلّ قبيلةٍ. وكان حائِزَ سبْقهم: أبو بكرٍ عبدُ الله بن عثمان التَّيمي، وآزَرهُ في دينِ الله، ودعا معه إلى الله على بصيرةٍ، فاستجابَ لأبي بكر: عثمانُ بنُ عفان، وطلحةُ، وسعدٌ بن أبي وقَّاصٍ. وأما عليٌّ فأسلم صغيرًا ابنَ ثمانِ سنين، وكذلك أسلمتْ خديجةُ، وزيدُ بن حَارثة». الكلام عليه من وجوه: ١ ــ قوله: "وكان حائز سبقهم أبو بكر": تقدم الكلام عن أول الناس إسلامًا قبل قليل. ٢ ــ وقوله: "وأما عليّ فأسلم صغيرًا ابن ثمانِ سنين": قلت: رجح الحافظان الذهبي وابن حجر أنه أسلم وعمره عشر سنين (^٣). ٣ ــ ثم إن في قول المصنف: "وقامَ ﷺ في طاعة الله أتم قيام، يدعو إلى الله: الكبيرَ والصغيرَ .. إلى آخره": قلت: هذا فيه عموم وإجمال، والتحقيق أن النبي ﷺ

(^١) صحيح البخاري «٤٩٢٥»، صحيح مسلم «١٦١» من حديث جابر بن عبد الله ﵁. (^٢) يعني بها الآيات الأول من صدر سورة المدثر: يا أيها المدثر قم فأنذر .. (^٣) تاريخ الإسلام للذهبي ١/ ٥٣٩، فتح الباري ٧/ ٧٢.

1 / 47