218

حصول المأمول بشرح مختصر الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم

حصول المأمول بشرح مختصر الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم

ناشر

نادي المدينة المنورة الأدبي

ویراست

الأولى

سال انتشار

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م

ژانرها

لأن البيعة على الموت تعني الثبات وعدم الفرار، وتعني الصبر عند اللقاء، وتعني القتال (^١).
٣ ــ والحادثة فيها فضيلة ظاهرة لأهل الحديبية، وهم أهل بيعة الرضوان.
٤ ــ وفيها فضيلة خاصة لعثمان بن عفان ﵁ حيث بايع النبي ﷺ عنه في غيبته وقال: بيده اليمنى: «هذه يد عثمان»، فضرب بها على يده، فقال: «هذه لعثمان» (^٢).
تحلل النبي ﷺ ورجوعه إلى المدينة:
قال المصنف: «ولمَّا فَرَغَ النبيُّ ﷺ من مُقاضاةِ المشركينَ شَرعَ في التحلُّل مِنْ عمرتِه وأَمَرَ الناسَ بذلك، فشقَّ عليهم وتوقفوا، رجاء نسخه، فغضبَ النبيُّ ﷺ مِنْ ذلك، فدخل على أمّ سَلَمَة، فقال لها ذلك، فقالت: اخرج أنتَ يا رسُولَ الله فاذبحْ هديَك واحلق رأسَك، والناسُ يَتْبَعُونك يا رسُولَ الله، فخرجَ ففعل ذلك.
فبادرَ الناسُ إلى موافقته، فحلقوا كلُّهم، إلَّا عثمان بن عفان وأبا قتادة الحارث بن ربعي، فإنهما قصّرًا، ذكره السهيلي في الروض الأنف (^٣).
وكادَ بعضُهم يقتلُ بعضًا غمًا، لأنهم يرون المشركينَ قد ألزموهم بشروطٍ كما أحبُّوا، وأجابهم ﷺ إليها، وهذا من فَرْطِ شجاعتِهم ﵃ وحرصهم على نصرِ الإسلام.
ولكنَّ الله ﷿ أعلمُ بحقائقِ الأمورِ ومصالحِها منهم. ولهذا لمَّا انصرفَ ﷺ

(^١) فتح الباري ٦/ ١١٨.
(^٢) صحيح البخاري «٣٦٩٨».
(^٣) الروض الأنف ٦/ ٤٩٢.

1 / 239