194

حصول المأمول بشرح مختصر الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم

حصول المأمول بشرح مختصر الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم

ناشر

نادي المدينة المنورة الأدبي

ویراست

الأولى

سال انتشار

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م

ژانرها

أن الحكمَ فيهم كما حكمتُ؟ قالوا: نعم. قال: وعلى من هاهنا؟ وأشارَ إلى الناحيةِ التي فيها رسُولُ الله ﷺ، وهو معرضٌ عن رسُولِ الله ﷺ إجلالًا له، فقال رسُولُ الله ﷺ: «نعم».
فقال سعدٌ: إني أحكمُ فيهم أن تُقتل مُقاتِلتهُم، وتُسبى ذراريهم. فقال رسُولُ الله ﷺ: «لقد حكمتَ فيهم بحكمِ الله من فوقِ سبعةِ أرقعةٍ»».
الكلام عليه من وجوه:
١ ــ حادثة حكم سعد بن معاذ في بني قريظة ثابت في الصحيحين (^١) باختصار، وهو عند ابن إسحاق مطولًا على نحو ما ذكره المصنف (^٢).
٢ ــ وهذه الحادثة تدل كما قال الإمام النووي على: "جواز التحكيم في أمور المسلمين وفي مهماتهم العظام، وقد أجمع العلماء عليه ولم يخالف فيه إلا الخوارج فإنهم أنكروا على عليّ التحكيم وأقام الحجة عليهم" (^٣).
٣ ــ وقوله ﷺ: «قوموا إلى سيدكم» ثابت في الصحيحين (^٤)، وقد استدل به جمهور العلماء على استحباب إكرام أهل الفضل والقيام لهم إذا أقبلوا، قالوا: وليس هذا من القيام المنهي عنه، وإنما ذلك فيمن يقومون على الرجل وهو جالس، ويمثلون قيامًا طوال جلوسه كما أفاده الإمام النووي (^٥).

(^١) صحيح البخاري «٣٠٤٣»، صحيح مسلم «١٧٦٩».
(^٢) سيرة ابن هشام ٢/ ٢٣٩.
(^٣) شرح النووي على صحيح مسلم ١٢/ ٩٢.
(^٤) صحيح البخاري «٣٠٤٣»، صحيح مسلم «١٧٦٨».
(^٥) شرح النووي على صحيح مسلم ١٢/ ٩٣.

1 / 215