125

حصول المأمول بشرح مختصر الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم

حصول المأمول بشرح مختصر الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم

ناشر

نادي المدينة المنورة الأدبي

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م

ژانرها

أكفاءٌ كرامٌ، وإنما نريدُ بني عمّنا.
فبرزَ لهم عليٌّ وعبيدة بن الحارث وحمزة ﵃، فقَتَلَ عليٌّ الوليدَ، وقَتَلَ حمزةُ عتبة، وقيل: شيبة، واختلف عُبيدة وقِرْنُه بضربتين، فأجهد كل منهما صاحبَهُ، فَكَرَّ حمزةُ وعليٌّ فتمَّما عليه، واحتملا عُبيدة وقد قُطِعَتْ رجلُهُ، فلم يزل طَمِثًا (^١) حتى مات بالصَّفراء ﵁.
ثم حَمِيَ الوطيسُ، واشتدَّ القتالُ، ونزلَ النَّصرُ، واجتهد رسُولُ الله ﷺ في الدُّعاء، وابتهلَ ابتهالًا شديدًا، حتى جعل رداؤه يسقُط عن منكبيهِ، وجعل أبو بكرٍ يُصلحه عليه، ويقول: يا رسُولَ الله! بعض مناشدَتك ربك (^٢)، فإنه منجزٌ لك ما وعدك.
ورسُولُ الله ﷺ يقول: «اللهم إن تَهلِك هذه العصابة لا تعبد في الأرضِ»، فذلك قوله تعالى: ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ﴾ [الأنفال: ٩]، ثم أَغْفَى رسُولُ الله ﷺ إغفاءةً، ثم رفعَ رأسه وهو يقول: «أَبشرْ يا أبا بكرٍ، هذا جبريلُ على ثناياه النقعُ»».
الكلام عليه من وجوه:
١ ــ مبارزة عليّ وحمزة وعبيدة ﵃ لعتبة وشيبة والوليد مخرجة في سنن أبي داود بإسناد صحيح (^٣). وفيه دليل على جواز المبارزة خلافًا لمن أنكرها، وشرط

(^١) ينزف دمًا.
(^٢) هكذا في نسخ الفصول المطبوعة، والذي في الصحيح: "كفاك مناشدتك ربك". صحيح مسلم «١٧٦٣».
(^٣) صححه الألباني في صحيح أبي داود «٢٦٦٥»، وشعيب الأرناؤوط في تحقيقه لسنن أبي داود.

1 / 141