120

حصول المأمول بشرح مختصر الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم

حصول المأمول بشرح مختصر الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم

ناشر

نادي المدينة المنورة الأدبي

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م

ژانرها

لتضربونهما إذا صدقا وتتركونهما إذا كذبا». ثم قال لهما: «أخبراني أين قريش؟» قالا: وراء هذا الكثيب. قال: «كم القوم؟» قالا: لا عِلْمَ لنا. فقال: «كم ينحرون كل يوم؟» فقالا: يومًا عشرًا ويومًا تسعًا، فقال ﷺ: «القومُ ما بين التسعمائة إلى الألف».
وأما بَسْبَسُ وعديّ فإنهما وردَا ماء بدرٍ فسمعا جاريةً تقول لصاحبتها: ألا تقضيني ديني؟ فقالت الأخرى: إنما تقدُم العيرُ غدًا أو بعد غدٍ فأعمل لهم وأقضيك، فصدَّقها مَجْدي بنُ عمرو. فانطلقا مقبلين لما سمعا، ويعقبهما أبو سفيان، فقال لمَجْدي بن عمرو: هل أحسستَ أحدًا من أصحابِ محمد؟ فقال: لا إلا أن راكبين نزلا عند تلك الأكمة، فانطلق أبو سفيان إلى مكانهما وأخذ من بعر بعيرهما ففتَّه فوجد فيه النوى، فقال: والله هذه علائِفُ يثرب، فعدل بالعيرِ إلى طريق الساحل، فنجا، وبَعَثَ إلى قريشٍ يُعلمهم أنه قد نجا هو والعير ويأمرهم أن يرجعوا».
الكلام عليه من وجوه:
١ ــ دلت مشاورة النبي ﷺ لأصحابه عندما بلغه خروج قريش لقتاله على التزامه ﷺ بمبدأ الشورى في كل ما لم يرد فيه نص ملزم من الكتاب أو السنة، وعدم تفرده بالرأي، وفي حوادث السيرة شواهد كثيرة على ذلك.
٢ ــ وإنما كان النبي ﷺ ينتظر رأي الأنصار في خوض هذه المعركة دون المهاجرين فلأنهم كانوا أولًا أغلب الحاضرين، ولأنهم كانوا قد بايعوا النبي سابقًا على حمايته داخل حدود المدينة فحسب، فلم يكن ﷺ ليجبرهم على خوض معركة خارجها دون أن يكون لهم رأي في ذلك.
٣ - وخبر مشاورة النبي ﷺ لأصحابه وانتظاره رأي الأنصار أخرجه مسلم

1 / 136