============================================================
(46) ال اي لست ممن يخدع ويغتر ولو لم يقدم مثلا وغيرا في هذه الصور لم يرد هذا المعنى ويقرب من هذا تقديم بعض المفعولات على بعض فى نحو قوله تعالى الوجعلوا لله شركاه الحجن فان تقديم شركاء على الحجن افاد انه ما ينبغي ان يكون ال لله شركاه لا من الحجن ولا من غيره لان شركاء مفعول ثان لجعلوا ولله متعلق ال به والحجن مفعوله الاول فقد جعل الانكار على جعل الشريك لله على الاطلاق ال من غير اختصاص بشيء دون شيء لان الصفة اذا ذكرت مجردة عن مجراها على شيء كان الذي تعلق بها من النفي عاما في كل ما يجوز ان يكون له تلك الصفة فاذا قلت ما في الدار كريم كنت قد نفيت الكينونة في الدار عن كل شيء يكون الكريم صفة له وحكم الانكار ابدا حكم النفي فاما اذا اخرت شركاء فقلت وجعلوا الحجن شركاء لله فيكون جعل الشركاء مخصوصا غير مطلق فيحتمل ان لايكون المقصود بالانكار جعل الجن شركاه لا جعل غيرهم تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا فقدم شركاء نفيا لهذا الاحتمال {فصل في مواضع التقديم والتأخير} اما التقديم فيحسن في مواضع الاول ان تكون الحاجة الى ذكره اشد كقولك قطع اللص الاميرالثانى ان يكون ذلك اليق بما قبله من الكلام او بما بعده كقوله تعالى وتغشى وجوههم النار فانه اشكل بمابعده وهو قوله ان الله سريع الحساب وبماقبله وهو مقرنين في الاصفاد الثالث ان يكون اعرف او اشد تعلقا بما بعده كقولك زيد قام وقام زيد وزيد الطويل الرابع ان يكون من الحروف التى لها صدر الكلام كحروف الاستفهام ال و النفي فان الاستفهام طلب فهم الشيء وهو حالة اضافية فلا تستقل بالمفهومية فيشتد اتصاله بما بعده الخامس تقديم الكلي على جزئياته فان الشيء كلما كان اكثرعموما كان اعرف فان الوجود لماكان اعم الاموركان اعرفها عند العقل ال الاسادس تقديم الدليل على المدلول واما التآخير فيحسن في مواضع الاول تمام الاسم كالصلة والمضاف اليه الثاني توابع الاسماء الثالث الفاعل الرابع المضمر وهو ان كان ال متآخرا لفظا وتقديرا كقولك ضرب زيد غلامه أو مؤخرا في اللفظ مقدما في المعنى كقوله تعالى واذا ابتلى ابراهيم ربه أو بالعكس كقولك ضرب غلامه ال ا الا
صفحه ۴۶