============================================================
(44) الناس ولا يصح ان يقول ما انا ضربت الا زيدا وما ضربت زيدا ولا ضربه احد من الناس آما الاول فلأن بعض النفي بالا يقتضى ان يكون ضربته الو ت قديمك ضميرك وايلاء حرف النفي يقتضى ان يكون ضربته فيتدافعان ال وفيه نظر وآما الثاني فلان أول الكلام يقتضي أن يكون زيد مضروبا الو اخره يقتضي ان لا يكون مضروبا فيتناقضان اذا عرف هذا من جانب الفاعل فانه مثله في جانب المفعول فاذا قلت ما ضربت زيدا لم يقتض أن يكون الا ضاربا لغيره واذا قلت ما زيدا ضربت اقتضى ذلك ولهذا صح ماضربت زيدا ولا احدا من الناس ولا يصح ما زيدا ضربت ولا أحدا من الناس وحكم الجار ل والمجرور حكم المفعول فاذا قلت ما أمرتك بهذا لم يقتض أن يكون قد أمرته بشيء غير هذا واذا قلت ما بهذا آمرتك اقنضاه واذا قدمت صيغة العموم على السلب وقلت كل ذلك لم افعله برفع كل كان نفيا عاما ويناقضه الاثبات الخاص فلو
بين رفع كل ونصبه في قول آبا النجم قد اصبحت آم الخيار تدعى * على ذنبا كله لم افعل ال فان رفعته كان النفي عاما واستقام غرض الشاعر في تبرية نفسه من جملة الذنوب الاو ان نصبته كان النفي نفيا للعموم وهو لا ينافي اتيانه ببعض الذنب ولايتم غرضه * الثالث في التقديم والتاخير في الخير المثبت ما تقدم في الاستفهام والنفي قأم ههنا فاذاقدمت الاسم وقلت زيد فعل وانا فعلت فالقصد ان الفاعل اما لتخصيص ذلك الفعل به كقولك انا شفعت في شأنه مدعيا الانفراد بذلك او لتأ كيد اثبات الفعل له لا للحصر كقولك هو يعطي الجزيل ليتمكن في نفس السامع ان ذلك اباه دون نفيه عن غيره ومنه قوله تعالى والذين اتخذوا من دونه آلهة لايخلقون ال شيئا وهم يخلقون فانه ليس المراد تخصيص المخلوقية بهم وقوله تعالى واذا جاؤكم قالوا آمنا وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به وكقول درنا بنت عثعثة هما يلبسان المجد احسن لبسة شحيحان مااستطاعا عليه كلاهما
صفحه ۴۴