============================================================
(17)
(فاقول) ملخصا من ذلك ما يشير الى الغرض ان شاء الله تعالى وهو * البلاغة ان يبلغ المتكلم بعبارته كنه مراده مع ايجاز بلا اخلال واطالة فى غير املال والفصاحة خلوص الكلام من التعقيد وقيل البلاغة في المعاني والفصاحة في الالفاظ يقال معنى بليغ ولفظ فصيح والفصاحة خاصة تقع في المفرد يقال كلمة فصيحة ولا يقالكلمة بليغة وانت تريد المفرد فانه يقال للقصيدة كلمة كما قالواكلمة لبيد ففصاحة المفرد خلوصه من تنافر الحروف كقول اعرابى سئل عن ناقته تركتها ترعى المعخع وكقول امرئ القيس * ذوائبه مستشزرات الى العلى * ومن الغرابة وهى ان تكون الكلمة وحشية كما قال عيسى بن عمرو النحوي وقد سقط عن دابته مالكم تكاكاتم علي كتكأ كئكم على ذي جنة افرنقعوا عني اى اجتمعتم على تنحوا ومن مخالفة القياس كقول الراجز * الحمد لله المليك الاجلل* فان القياس الادغام واما فصاحة الكلام فهى خلوصه من ضعف التآليف وتنافر الكلمات والتعقيد فالضعف كما في قول الشاعر جزى ربه عني عدى بن حاتم * جزاء الكلاب العاويات وقد فعل فان رجوع الضمير الى المفعول يلزم منه رجوعه الى ماهو متآخر لفظا ورتبة والتنافر كقول القائل * وليس قرب قبر حرب قبر* والتعقيد كقول الفرزدق الوما مثله في الناس الامملكا * ابو امه حى ابوه يقاربه اراد ان يقول وما مثله في الناس حي يقاربه الا مملكا ابو امه ابوه (فصل) الحقيقة في اللغة فعيلة بمعنى مفعولة من حق الامر يحقه بمعنى أنبته ال ا من حققته اذا كنت منه على يقين والمجاز مفعل من جاز الشيء يجوزه اذا تعداه فاذا عدل باللفظ عما يوجبه اصل اللغة وصف بأنه مجاز على انهم قد جازوا ال به موضعه الاصلي او جاز هو مكانه الذي وضع فيه اولا لانه ليس بموضع اصلي لهذا اللفظ ولكنه مجازه ومتعداه يقع فيه كالواقف بمكان غيره ثم يتعداه الى مكانه الاصلي (وحدهما في المفرد) ان كل كلمة اريد بها ما وضعت له فهي حقيقة (2) ى
صفحه ۱۷