حسن التنبه لما ورد في التشبه

نجم الدین محمد الغزی d. 1061 AH
27

حسن التنبه لما ورد في التشبه

حسن التنبه لما ورد في التشبه

پژوهشگر

لجنة مختصة من المحققين بإشراف نور الدين طالب

ناشر

دار النوادر

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

محل انتشار

سوريا

ژانرها

يا راكبَ الرَّوع لِلَذَّاته ... كأنه في أُتُنٍ عَيْرُ يأكُلُ من كلِّ الذي يشتهي ... كأنّه في كَلأٍ ثَوْرُ وكنت يومًا في جماعة، منهم: العلامةُ المنلا أسدُ الدين بنُ معينِ الدينِ العجميُّ - أحد تلاميذ والدي - عند بعض الصوفية، فبينما المنلا أسدٌ يقرأ الفاتحة، إذا فقير من فقراء ذلك الصوفيِّ صرّح مثوِّرًا، فانذعر المنلا أسدٌ وانزعج، ثم التفتَ إلينا، وقال: واللهِ! لم أعلم قولَ فقراء الصوفية: (ثوروا)، مِن أيِّ شيء اشتقاقُه إلَّا في هذا الوقت، علمتُ أنه مشتق من لفظِ الثور، فإني رأيتُ هذا الرجل الآن خار خوارًا كأنه ثور. وذَكَر أنَّ بعض الوعاظ كان يعظ طائفةً من الناس وهو يلقي الكلام، فنظر منهم إعراضًا ولَغَطًا، فأراد أن يستبطنهم، فقال: ألا اسمعوا يا بقر! فقال بعضهم: قلْ: يا ثور! (١). ونقلت من خطه، قال: أوردت في بعض مجالسي هذا الحديث: "يقولُ اللهُ تعالى للحَفَظَةِ يومَ القيامة: اكتُبُوا لعبدي كذا وكذا من الأجر، فيقولون: ربَّنا! لم نَحْفَظْ ذلكَ عنه، ولا هُوَ في صُحُفِنا؟ فيقول: إنَّة نَواهُ"، وقلت على هذا بديهةً، حتى كأن المُنشدَ على لساني ينشد هذين البيتين: تَلُومُوني على فِعْلٍ ... بِفَرْطِ اللَّومِ والعَتْبِ ولَمْ تَدروا الَّذي بيني ... وبينَ اللهِ في قلبي

(١) انظر: (١١/ ٤٠) من مطبوعتنا هذه.

مقدمة / 28