عسر حصاره يسار، ولا ليمين انهزامه من يسار، فدوخ البلاد، وسلب الطارف والتلاد، وبدأ في غزو أعداء الله بنفسه وأعاد، وهاجم وتجهم، وحكم وتحكم، وعلم وعلم، وهزم الجيوش، وأوحش حتى الوحوش، واستغرق مدة ملكه في بلاد يفتتحها، وغزوات يختمها بالنصر ويفتتحها، ولم يزل أو أفنى العداة بعزائمه الماضية، وهزائمه التي هي بالدمار على الأعداء قاضية، ومعاركته التي ما برحت لوعد الله في نصره عليهم متقاضية، أو جعل الكنائس مساجد، والبيع لذكر الله معاهد، وأعدم المغل من التتار، وأخلى منهم الدار والجار، وأدب بسيفه من جار، وأعلى كلمة الإيمان على رؤوس الأشهاد، وأنام الإسلام وأهله في أومن مهاد.
وكان كاتب سره البليغ: محي الدين
صفحه ۵۵