يقصر ، وهكذا حال من لدين الله يؤيد وينصر.
وكانت شدة عزائم السلطان الملك الظاهر، ومهابة شجاعته قد سكنت قلوب التتار المخذولين: حكى الصاحب محي الدين شيئا يؤيد ذلك، قال: حكى لي الافتخار، والي بصرى، أن كتبغا نوين قال للملك الأشرف، صاحب حمص، في محفل كبير: بأمر من حملت حاصل شيزر لهلاون؟ قال: بأمره، قال له. لا! لأن هلاون لم تجر له عادة بأن يسير إلا إلي، ولا يطلب إلا مني، وهذا إنما فعلته منك دهاء وشجاعة، فإن كنت كما تزعم، فتقدم للبندقداري، فقد حضر جالشيا لعسكر مصر. و في هذا ما لا يكاد يخفى من هيبة الملك الظاهر في قلوبهم.
ولما رجع الملك المظفر من هذه الوقعة قاصدا للديار المصرية، شمخت نفسه وتكبر وتنكر على الملك الظاهر حاله، وفهم عنه أنه يريد خموله، فلم يزل يداريه، إلى أن وصلوا
صفحه ۶۵