(القاع): هو ما انبسط من الأرض الحرة ، السهلة الطين التي لا يخالطها رمل فيشرب ماءها ، وهي مستوية ليس فيها تطامن ولا ارتفاع. والقاع : منزل بطريق مكة بعد العقبة لمن يتوجه إلى مكة تدعيه أسد وطي ، ومنه يرحل إلى زبالة. ويوم القاع من أيام العرب (1). قال أبو أحمد : يوم كان بين بكر بن وائل وبني تميم ، وفي هذا اليوم أسر أوس بن حجر ، أسره بسطام بن قيس الشيباني ، وأنشد الشاعر :
بقاع منعناه ثمانين حجة
وبضعا لنا إخراجه ومسائله
وفي المخطوط : من القاع إلى زبالة ثمانية عشر ميلا ونصف. وبالقاع مسجدان وقصر ، وهو أحسن منازل الطريق بناء ، وبه نخلة في وسطه ، وبه بركة تعرف بالقصرى وبالشهابية ، وإلى جانبها بركة تعرف بالمصفاة ، وبركة تعرف بالعتيقة ، وبئر فتحتها أربعة أذرع ، وطول رشائها ثمان وثمانون قامة ليس في الطريق أطول منها. وعلى ثلاثة أميال ونصف من القاع قباب مبنية عن يسرة الطريق لخالصة ، وعندها أرح (2) يجتمع فيه ماء السماء. وعلى ستة أميال من القاع قبل المشرق يسرة الطريق بركة زبيدية وقباب ومسجد ، وهي (الهيثم) ولها مصفاة. وعلى مقدار ثمانية أميال يخرجه هذا الطريق عن يسار البيوت بزبالة ، وبعد الهيثم بأقل من ميل يمنة الطريق بركة (الحريش) وقباب ومسجد وقصر وبئر جاهلية عميقة. وإنما سمي الحريش ؛ لأنه كان لقوم يقال لهم : (بنو حريش)، ذكر أنهم من عجل ، وذكر أنهم من سعد بن زيد بن مناة. وبعد الحريش بخمسة أميال قباب يسرة الطريق يقال لموضعها : القبيبات. وقبل زبالة بثلاثة أميال موضع يقال له : الخيلان ، وإنما سمي الخيلان ؛ لأنها
صفحه ۸۸