بئر رديئة وقباب وخزانة الخالصة. وموضع هذه البركة ثلثي طريق الكوفة من مكة ، وخلفها بركة أخرى على عشرة أميال من الماوان تسمى (أريمة)، وهي المتعشى ، وتعرف بالكواذع. وأريمة : جبل ممتد يمنة الطريق على أرجح من ميل ، وقبال المتعشى جبل يقال له : سنام. وسنام هذا غيره سنام الذي قرب الزبير. ذكر ابن بليهد قال : سنام : أعرف ثلاثة مواضع يقال لكل واحد منها سنام ؛ اثنان منها في بلاد العرب ، والثالث قلعة أحدتها المقنع الخارجي. وهي التي عناها مالك بن الريب في قوله حين خرج مع سعيد بن عثمان بن عفان إلى خراسان :
تذكرني قباب الترك أهلي
ومبدأهم إذا نزلوا سناما
والموضعان اللذان في بلاد العرب أحدهما جبل مجاور لبلد الزبير يقال له : (سنام)، وذكروا فيه أخبارا كثيرة أغلبها قريب من الخرافات. قالوا : إن بجنبه ماء كثير السافي ، ولا شك أنه ماءة سفوان (1). وقال صاحب معجم البلدان (2): إنه أول ماء يرده الدجال من مياه بلاد العرب. وذكروا في رواية ثانية أنه سار من الحجاز حتى وقف مكانه الآن متأخما لبلد الزبير. ونباته الذي فيه من نبات جبال الحجاز : القطف والأذخر والقيا ، كلها موجودة فيه. وقالوا : إن ذلك الجبل طريقة وادي الرمة الذي يصب من قريب الحجاز وينتهي قريب الزبير. ولكن هذه خرافات لا يتصورها العقل وقد اختصرناها. وهذا الجبل قريب من الزبير ، ولم أر فيه أشعارا ، وهو أشهر الموضعين المعروفين بهذا الاسم إلى هذا العهد. والجبل الثاني جبل صغير له رأس في بلاد غطفان ، قريب من ماء المرير يقال له : (سنام)، هو الذي قال فيه شاعر من غطفان :
شربن من ماوان ماء مرا
ومن سنام مثله أو شرا
وللصمة بن عبد الله العشيري قالها وهو مريض في طبرستان ، ومات بعدها هناك :
صفحه ۴۲