ﷺ وصورة أبي بكر ﵁ وهو آخذ بعقب النبي ﷺ، فقالوا: هل ترى صورة صاحبكم؟ قلت: نعم ولا أخبركم حتى أرى ما تقولون، قالوا: هو هذا، قلت: نعم أشهد أنه هو، قالوا: أتعرف هذا الذي آخذ بعقبه؟ قلت: نعم، قالوا: أتشهد أنه الخليفة بعده؟ قال وذلك في ابتداء الإسلام والنبي ﷺ بمكة يومئذ. أورده المحب الطبري.
ثم إنه مما ألجأ الصحابة ﵃ إلى المبادرة بعقد البيعة للصديق ﵁ مع ما قد عرفوا من الفضل مع ما أبان الله به فضله وأظهر به شأنه وغزارة علمه ونبله:
فمنها: ثباته عند اختلافهم في موت النبي ﷺ واختلال عقول أشدهم بأسا عند تلك الصدمة العظيمة، فخطبهم وقرر لهم موت النبي ﷺ وعزاهم به، وقوى عزائمهم على الصبر ونصرة الدين والثبات على ما كان عليه نبيهم ﷺ بقوله ﵁: "أيها الناس من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت"، ثم تلا قوله تعالى: ﴿إنك ميت وإنهم ميتون﴾ وقوله تعالى: ﴿وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين﴾ فكأنهم لم يسمعوا قبل مقامه ذلك بهذه الآية، فحمدوا الله واسترجعوا وصبروا وثبتوا ولو كان الخطب عظيما.
1 / 89