مراده استفهام الطلاق وأنه يقول تعالى عن قولهم علوا كبيرا: إن صدقتم في طلاقي إياها فأتوني بصك طلاقها، أو أنه طلقها واستفهم عن رسم طلاقها.
وفي موضع آخر أنه طلقها وأبغضها، والنص في ذلك:
«سنيتها وإثر إن سيفر كريثوثيها إليها.» (١)
شرحه:
بغضتها وطلقتها وأعطيتها عند طلاقها.
فانظر هذا الكفر الفاحش الذي لا يقبل التأويل وهو من أعظم العظائم وأجرم الجرائم، ولولا الضرورة الداعية إلى تقرير اعتقاداتهم وكشف سرائرهم ليعلم ما هم عليه وأن هذا مما تضرب به الجزية عليهم وأن المسلمين وفرهم الله يرون أنهم لا يبالغون في الكفر هذه المبالغة، لا ينبغي أن تذكر بلسان ولا يحكيه إنسان، لأنه لا يحتاج إلى الزوجة والابن إلا الفقير المحتاج الملتجىء لغيره. والله تعالى غني على الإطلاق لم يتخذ صاحبة ولا ولدا (إن كل من في السموات والأرض إلا ءاتي الرحمن عبدا)
فصل
يذكر فيه أنهم زعموا أن موسى وهارون ﵉ ونادب واليهود أولاد هارون وسبعون من أشياخ بني إسرائيل رأوا الله تعالى وهو جالس وتحت ساقه موضع مفروش بآجر من ياقوت وهم بالجبل. ونصهم في ذلك:
«وبرابت ألوهي إسرائيل وماحث رعلو كمعسي كتبث هسيز رخوهم هشمائم لطوهر.» (٢)
_________
(١) أرمياء ٣: ٨
(٢) الخروج ٢٤: ١٠
1 / 51