بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
قَالَ أَبُو الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن إِسْحَق الزجاجي رَحْمَة الله عَلَيْهِ
أما بعد حفظك الله وهدانا وَإِيَّاك للسداد ووفقنا وَإِيَّاك فِي مَا نحاول دينا وَدُنْيا للرشاد فَإنَّك سَأَلتنِي أَن أَضَع لَك كتابا أشرح لَك فِيهِ جَمِيع مَعَاني الْحُرُوف وعَلى كم وَجه يتَصَرَّف الْحَرْف مِنْهَا فأجبتك إِلَيْهِ وأحسنت عونا عَلَيْهِ
فَمن ذَلِك
١ -) عِنْد أَدَاة لحضور الشَّيْء ودنوه كَقَوْلِك كنت عِنْد زيد أَي بِحَضْرَتِهِ وَكَانَ هَذَا عِنْد انتصاف النَّهَار فتحتمل الزَّمَان وَالْمَكَان
٢ -) كل عُمُوم وَقيل لتوكيد الْمَعْنى وَقد يسْتَغْنى عَنهُ نَحْو قَوْلك مَرَرْت بالعشيرة كلهم وَلَو لم تقل كلهم كنت مستغنيا
1 / 1
٣ -) بعض اخْتِصَاص هَل تكون استفهاما كَقَوْلِك هَل خرج زيد
وَتَكون بِمَعْنى قد كَقَوْل الله تَعَالَى ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ من الدَّهْر﴾ قَالُوا مَعْنَاهُ قد أَتَى
ويدخلها من معنى التَّقْرِير والتوبيخ مَا يدْخل الْألف الَّتِي يستفهم بهَا كَقَوْلِه تَعَالَى ﴿هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن شُرَكَاء﴾ وَكَقَوْلِه تَعَالَى ﴿هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ﴾ فَهَذَا اسْتِفْهَام فِيهِ تَقْرِير وتوبيخ
ويجعلونها أَيْضا بِمَعْنى مَا فِي قَوْله تَعَالَى ﴿هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ﴾ و﴿هَلْ ينظرُونَ إِلَّا تَأْوِيلُهُ﴾ و﴿هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللهُ﴾ و﴿فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغ﴾ كل هَذَا بِمَعْنى مَا
٤ -) مثل تَسْوِيَة وَمَعْنَاهَا وَمعنى الْكَاف وَاحِد وَالْكَاف يدْخل
1 / 2
عَلَيْهَا يُقَال أَنْت كَمثل زيد أَي أَنْت كزيد سي وَلَيْسَ أَنه يَقع التَّشْبِيه على مثل لَهُ مَعْرُوف وَإِنَّمَا هُوَ تَأْكِيد فَكَأَنَّهُ رد الْكَلَام مرَّتَيْنِ
وَمثل ذَلِك قَوْله تَعَالَى ﴿لَيْسَ كمثله شَيْء﴾ أَي لَيْسَ كَهُوَ شَيْء
٥ -) قبل لما ولي الشَّيْء وَقد تكون بِمَعْنى عِنْد كَقَوْلِك لي قِبَلَكَ شَيْء أَي عنْدك وَتقول ذهبت قبل السُّوق أَي نَحْو السُّوق
قَالَ سِيبَوَيْهٍ لي قبلك حق أَصله فِيمَا بَيْنك وَلكنه اتَّسع فِيهِ حَتَّى أجري مجْرى عَلَيْك
٦ -) نولك أَن تفعل كَذَا وَكَذَا مَعْنَاهُ يَنْبَغِي لَك فعل كَذَا وَأَصله من التَّنَاوُل ١ ظ
كَأَنَّهُ قَالَ تناولك كَذَا وَإِذا قَالَ لَا نولك فَكَأَنَّهُ قَالَ أقصر
٧ -) لَو يمْتَنع بهَا الشَّيْء لِامْتِنَاع غَيره كَقَوْلِك لَو جَاءَ زيد لأكرمته مَعْنَاهُ امْتنعت الْكَرَامَة لِامْتِنَاع الْمَجِيء
٨ -) لَوْلَا لَهَا موضعان فأحدهما يمْتَنع بهَا الشَّيْء لوُجُود غَيره
وَالْآخر تكون تحضيضا كَقَوْلِك قصدت زيدا فلولا عمرا
1 / 3
تَأْوِيله فَهَلا قصدت عمرا
قَالَ الشَّاعِر
(تَعُدّونَ عَقرَ النيب أفضل مجدكم ... بني ضوطرى لَوْلَا الكمي المقنعا) // الطَّوِيل // الْمَعْنى فَهَلا تَعدونَ الكمي المقنعا
معنى امْتنَاع الشَّيْء لوُجُود غَيره قَوْله تَعَالَى ﴿وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحمته مَا زكا﴾ فَهَذَا من وجود الشَّيْء لوُجُود غَيره
وَمن الِامْتِنَاع قَوْله تَعَالَى ﴿وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لهدمت صوامع وَبيع﴾
وَبِمَعْنى التحضيض ﴿لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ﴾ ﴿لَوْلَا أَخَّرْتَنِي﴾ ﴿لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا اللهُ﴾
1 / 4
وَهِي تكون فِي بعض الْأَحْوَال بِمَعْنى هلا وَذَلِكَ إِذا رَأَيْتهَا بِغَيْر جَوَاب تَقول لَوْلَا فعلت كَذَا قَالَ الله تَعَالَى ﴿فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ﴾ وَقَالَ تَعَالَى ﴿فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ﴾ أَي فَهَلا
فَإِذا كَانَ لَهَا جَوَاب فَلَيْسَتْ بِهَذَا الْمَعْنى كَقَوْلِه تَعَالَى ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ﴾ فَهَذِهِ حكمهَا وُقُوع الْأَمر بِوُقُوع غَيره
وَبَعض الْمُفَسّرين جعل لَوْلَا فِي قَوْله تَعَالَى ﴿فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنت﴾ بِمَعْنى لم أَي فَلم تكن قَرْيَة
٩ -، ١٠، ١١) وَكَذَلِكَ لوما وَألا وهلا وَهِي حُرُوف التحضيض
١٢ -) لَيْت تمن
١٣ -) قبل للْأولِ
١٤ -) بعد للْآخر
١٥ -) سَوف تَنْفِيس وعدة مِنْهُ قيل سوفته
1 / 5
١٦ -) حَيْثُ مَكَان
١٧ -) بلَى إِيجَاب للنَّفْي وَتَقَع جَوَابا للسؤال المحجوب كَقَوْلِك أما خرج زيد فَيُقَال بلَى
١٨ -) نعم عدَّة وتصديق وَهِي تقع جَوَابا للسؤال الْمَوْجُود كَقَوْلِك أخرج زيد فَيُقَال نعم وَلَا تقع جَوَابا للنَّفْي كَمَا أَن بلَى لَا تقع جَوَابا للْوَاجِب
١٩ -) إِذن جَوَاب وَجَزَاء كَقَوْلِك سأقصدك غَدا فَيُقَال إِذن أكرمك
٢٠ -) كَانَ عبارَة عَن حُدُوث الْأَفْعَال المنقضية كَقَوْلِك خرج زيد فَتَقول قد كَانَ ذَلِك
وَتقول انْطلق عبد الله وَقدم مُحَمَّد وَسَار النَّاس فَتَقول فِي جَمِيع ذَلِك قد كَانَ ذَلِك
1 / 6
٢١ -) أَمْسَى لَهَا وَجْهَان بِمَعْنى اسْتَيْقَظَ ونام فِي الِاكْتِفَاء باسم وَاحِد فَتَقول أَمْسَى زيد أَي صَار فِي وَقت الْمسَاء
وَالثَّانِي تطلب فِيهِ الْخَبَر كَقَوْلِك أَمْسَى زيد عَالما أَي أَتَى عَلَيْهِ الْمسَاء وَهُوَ عَالم
٢٢ -، ٢٣) أصبح وأضحى بِمَنْزِلَة أَمْسَى
٢٤ -) ظلّ مَعْنَاهُ فعل الْفَاعِل نَهَارا
٢٥ -) بَات فعله لَيْلًا
٢٦ -، ٢٧، ٢٨) مَا انْفَكَّ وَمَا فتئ وَمَا برح معناهن الإقبال على الشَّيْء وملازمته وَترك الِانْفِصَال مِنْهُ
٢٩ -) إِلَّا لَهَا وُجُوه
تكون تَحْقِيقا بعد النَّفْي ونفيا بعد التَّحْقِيق كَقَوْلِك سَار النَّاس إِلَّا زيدا فقد نفيت مسير زيد مَعَ النَّاس
وَتقول مَا سَار اخوتك إِلَّا زيدٌ فقد أثبت الْمسير لزيد من بَين الاخوة
وَتَقَع نفيا للنكرات الْعَامَّة كَقَوْلِه تَعَالَى ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا﴾ مَعْنَاهُ لَو كَانَ فيهمَا آلِهَة غَيره
1 / 7
٣٠ -) لن تَنْفِي الْمُسْتَقْبل كَقَوْلِك لن يخرج زيد غَدا
٣١ -) لم لنفي الْمَاضِي بِالْمَعْنَى كَقَوْلِك لم يخرج زيد
٣٢ -) لَيْسَ نفي للْحَال والاستقبال
٣٣ -) لَا نفي للمستقبل وَالْحَال وقبيح دُخُولهَا على الْمَاضِي لِئَلَّا تشبه الدُّعَاء أَلا ترى أَنَّك لَو قلت لَا قَامَ زيد جرت كَأَنَّك دَعَوْت عَلَيْهِ
وتزاد مَعَ الْيَمين وتطرح كَقَوْلِه تَعَالَى ﴿لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾
وَقد تدخل على الْمَاضِي بِمَعْنى لم كَقَوْلِه تَعَالَى ﴿فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى﴾ مَعْنَاهُ لم يصدق وَلم يصل
وَقَالَ الشَّاعِر
(إنْ تغفرْ اللَّهُمَّ تغْفر جمًا ... وَأي عبد لَك لَا ألما) // الرجز //
1 / 8
٣٤ -) ثَمَّ بِفَتْح الثَّاء وَتَشْديد الْمِيم إِشَارَة إِلَى مَكَان متراخ
٣٥ -) رويدًا تكون نعت مصدر مُضْمر كَقَوْلِك ضَعْهُ رويدًا أَي وضعا رويدا أَي رَفِيقًا
وَتَكون وَاقعَة موقع الْحَال كَقَوْلِك سَارُوا رويدًا
وَتَكون بِمَعْنى أمْهل قَالَ الله ﷿ ﴿فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا﴾ أَي قَلِيلا وَلَا يتَكَلَّم بهَا إِلَّا مصغرة
وَقد جَاءَت فِي الشّعْر بِغَيْر تَصْغِير كَقَوْلِه
(يكَاد لَا تثلم الْبَطْحَاء وطأته ... كَأَنَّهُ ثمل يمشي على رَود) // الْبَسِيط //
٣٦ -) غير بدل
1 / 9
٣٧ -) سوى مَقْصُورَة بمعناها
٣٨ -) سَوَاء الممدودة بِمَعْنى غير أَيْضا قَالَ ذُو الُّرمة
(وَماءٍ تَجافى الغَيثُ عَنهُ فَمَا لَهُ ... سَواءَ الحَمامِ الحُضَّنِ الخُضرِ حَاضر) // الطَّوِيل //
٣٩ -) وَسَوَاء مَفْتُوحَة الأول أَيْضا بِمَعْنى وسط قَالَ الله تَعَالَى ﴿فَرَآهُ فِي سَوَاء الْجَحِيمِ﴾
وَقد جَاءَت أَيْضا مَكْسُورَة بِمَعْنى وسط كَقَوْلِه تَعَالَى ﴿مَكَانًا سُوًى﴾ أَي وسطا
٤٠ -) بَلَه تكون بله زيدٍ بالخفض وبله زيدا بِالنّصب فَمن نصب أَرَادَ فدع زيدا وَمن خفض جعلهَا بِمَنْزِلَة مصدر مُضَاف
1 / 10
مثل ضرب زيد
٤١ -) لما تكون بِمَعْنى لم فِي نفي الْفِعْل الْمُسْتَقْبل كَقَوْلِه تَعَالَى ﴿بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ﴾
وَتَكون بِمَعْنى إِلَّا قَالَ الله تَعَالَى ﴿إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ﴾ أَي إِلَّا عَلَيْهَا
فَإِذا رَأَيْت لَهَا جَوَابا فَهِيَ لأمر يَقع بِوُقُوع غَيره بِمَعْنى حِين كَقَوْلِه تَعَالَى ﴿فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ﴾ أَي حِين آسفونا و﴿لِّمَّا جَاء أَمْرُ رَبِّكَ﴾ أَي حِين جَاءَ
٤٢ -) أَلا مَفْتُوحَة مُخَفّفَة تسْتَعْمل فِي افْتِتَاح الْكَلَام للتَّأْكِيد والتنبيه كَقَوْلِه تَعَالَى ﴿أَلا إِنَّ عَادًا كَفَرُواْ رَبَّهُمْ أَلا بعدا لعاد﴾
٤٣ -) وَكَذَلِكَ أما إِلَّا أَنَّهَا لَا تقع إِلَّا فِي افْتِتَاح قسم كَقَوْلِك أما وَالله لقد كَانَ كَذَا
٤٤ -) كلا ردع وزجر قَالَ الله تَعَالَى ﴿أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جنَّة نعيم كلا﴾
1 / 11
) وَقَالَ تَعَالَى ﴿يَحْسَبُ أَنَّ مَاله أخلده كلا﴾ أَي لَا يخلده
وَقَالَ تَعَالَى ﴿ويل لِلْمُطَفِّفِينَ﴾ إِلَى قَوْله ﴿يقوم النَّاس لرب الْعَالمين كلا﴾ يُرِيد انْتَهوا
٤٥ -) أَيَّانَ مَعْنَاهُ مَتى كَقَوْلِه تَعَالَى ﴿يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ﴾
٤٦ -) أولى لَك تهديد ووعيد قَالَ الله تَعَالَى ﴿أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى﴾
٤٧ -) فِي مَعْنَاهُ الْوِعَاء الظَّرْفِيَّة
وَقد تَأتي مَكَان على كَقَوْلِه تَعَالَى ﴿وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النّخل﴾ أَي على
وَقَالَ الشَّاعِر
(همو صَلَبوا العَبديَّ فِي جَذعِ نَخلَةٍ ... فَلا عَطَسَت شَيبانُ إِلَّا بأجدعا) // الطَّوِيل //
1 / 12
٤٨ -) أَو بِمَعْنى التَّخْيِير قَوْله تَعَالَى ﴿فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ﴾
وَتَكون بِمَعْنى بل ﴿لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْم﴾ وَمِنْه (إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ)
وَتَكون بِمَعْنى الْإِبْهَام كَقَوْلِه تَعَالَى ﴿أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاء﴾ ﴿وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مائَة ألف أَو يزِيدُونَ﴾ ﴿وَلَا تُطِع مِنْهُم آثِما أَوْ كَفُورًا﴾
٤٩ -) قد مَعْنَاهُ التَّأْكِيد وَقيل التَّقْرِيب إِذا دخل على الْمَاضِي وَمَعْنَاهُ التَّحْقِيق مَعَ الْمُضَارع
قَالَ الْخَلِيل هِيَ لقوم يتوقعون أمرا فَيَقُول لَهُم قد كَانَ ذَلِك
1 / 13
وَتَكون بِمَعْنى حسب فِي الْكِفَايَة كَقَوْلِك قّدَنِي دِرْهَمَانِ وَتقول قدني بِالْفَتْح وَالْكَسْر
٥٠ -) حسب اسْم يكون بِمَعْنى المصروف والمحسوب
٥١ -) رب للشَّيْء يَقع قَلِيلا وَلَا يَقع بعْدهَا إِلَّا مُنْكرا وَلَا يَقع إِلَّا فِي صدر الْكَلَام
٥٢ -، ٥٣) مُنْذُ ومذ أما مُنْذُ فحرف خافض لما بعده دَال على زمَان
ومذ اسْم يدل على زمَان يرفع مَا مضى ويخفض مَا أَنْت فِيهِ
٥٤ -) بل تَأتي لتدارك كَلَام غلط فِيهِ تَقول رَأَيْت زيدا بل عمرا
وَتَكون لترك شَيْء من الْكَلَام وَأخذ فِي غَيره وَهِي فِي الْقُرْآن
1 / 14
بِهَذَا الْمَعْنى كثير
قَالَ الله تَعَالَى ﴿ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ﴾ فَترك الأول وَأخذ ببل فِي كَلَام ثَان
ثمَّ قَالَ تَعَالَى حِكَايَة عَن الْمُشْركين ﴿أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي﴾ فَترك وَأخذ ببل فِي كَلَام آخر
وَإِذا كَانَت مُبتَدأَة وَوليت اسْما شبهت بِرَبّ وبالواو وَبِأَيِّ وخفض بهَا قَالَ أَبُو النَّجْم
(بل منهلٍ ناءٍ من الغياض ...) // الرجز //
٥٥ -) لكنْ اسْتِدْرَاك بعد الْجُحُود كَقَوْلِك مَا خرج زيد لَكِن عَمْرو وَلَا يُغني فِي الْوَاجِب لَو قلت خرج زيد لَكِن عَمْرو لم يَصح
1 / 15
إِلَّا أَن تَأتي بعْدهَا بِكَلَام تَامّ وَكَذَلِكَ لكنَّ الْمُشَدّدَة إِلَّا أَنَّهَا تنصب الِاسْم وترفع الْخَبَر
٥٦ -) ثمَّ بِالضَّمِّ حرف عطف يدل على أَن الثَّانِي بعد الأول وَبَينهمَا مهلة
٥٧ -) نعم للحمد وَالثنَاء الْمُسْتَحق الشَّائِع فِي الْجِنْس كَقَوْلِك نعم الرجل زيد إِنَّمَا هُوَ مدح لَهُ بِالْحَمْد الْمُسْتَحق فِي جنس الرِّجَال
٥٨ -) بئس للذم ومجراها فِيهِ مجْرى نعم فِي الْحَمد
٥٩ -) حبذا مدح وَلكنهَا تقع على كل اسْم وَلَا تقع نعم وَبئسَ إِلَّا على معرفَة بِالْألف وَاللَّام أَو مَا أضيف إِلَى مَا فِيهِ ألف وَلَام أَو على الْمُضمر مِنْهُمَا وتنصب النكرَة بعْدهَا على التَّمْيِيز
٦٠ -) صه مَعْنَاهُ اسْكُتْ
٦١ -) مَه مَعْنَاهُ اكفف
٦٢ -، ٦٣ لبيْك وَسَعْديك معنى لبيْك من ألب الرجل بِالْمَكَانِ إِذا أَقَامَ فِيهِ فَكَأَنَّهُ قَالَ أَنا مُقيم على طَاعَتك وأمرك
1 / 16
وَسَعْديك من أسعدت الرجل على أمره فَكَأَنَّهُ قَالَ أَنا مساعد لَك ومتابع إرادتك
٦٤ -) معَاذ الله مَعْنَاهُ استعاذة بِاللَّه واستجارة بِهِ ثمَّ يَقع موقع الْإِنْكَار وَالِاعْتِرَاف بِهِ
٦٥ -) ويل قَالَ سِيبَوَيْهٍ هِيَ كلمة تقال لكل من وَقع فِي هَلَكَةٍ وَفِي التَّفْسِير الويل وَاد فِي جَهَنَّم
قَالَ الْأَصْمَعِي تَقول الْعَرَب لَهُ الويل والأليل فالأليل هُوَ الأنين
وَقد تُوضَع مَوضِع التحسر والتفجع كَقَوْلِه تَعَالَى ﴿يَا ويلتى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَاب﴾
٦٦ -، ٦٧) وَكَذَلِكَ وَيْح وويس تَحْقِيق
٦٨ -) وويب ترحم
1 / 17
٦٩ -) ويله وعوله من الْعَوْل وَهُوَ الْبكاء
٧٠ -) سُبْحَانَ الله مَعْنَاهُ بَرَاءَة الله من السوء تَنْزِيها لله مَعْنَاهُ أيعاذا لله من السوء
والنزهة الْبعد وَرجل نزيه أَي بعيد من السوء
٧١ -) تباُ لَهُ مَعْنَاهُ هَلَاكًا لَهُ والتب قصد الْهَلَاك والخسران قَالَ الله تَعَالَى ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ﴾ خسرت يَدَاهُ
٧٢ -) صددك قَالَ سِيبَوَيْهٍ مَعْنَاهُ الْقَصْد تَقول زيد صددك كَأَنَّهُ قَالَ هُوَ يقصدك
٧٣ -) قرابتك مَعْنَاهُ قربك
٧٤ -) حيهل مَعْنَاهُ أيت وأسرع
قَالَ ابْن مَسْعُود ﵁ إِذا ذكر الصالحون فحيهل بعمر أَي أَسْرعُوا بِذكرِهِ
1 / 18
وَحي على الصَّلَاة أَي إيتوا إِلَيْهَا
٧٥ -) هَلُمَّ مَعْنَاهُ أقبل وللعرب فِيهِ لُغَتَانِ مِنْهُم من يَدعه موحدا على كل حَال للْوَاحِد والاثنين والجميع والمؤنث وَمِنْهُم من يجريه مجْرى الْفِعْل ويلحقه الضمائر
٧٦ -) يَا حرف نِدَاء وتنبيه وَكَذَلِكَ أيا وهيا وَأي هَذِه حُرُوف نِدَاء وَقد تجْرِي الْهمزَة مجْراهَا كَقَوْلِك أَزِيد وَأَنت تُرِيدُ يَا زيد
٧٧ -) ألف الِاسْتِفْهَام تدخل فِي الْكَلَام لمعان
تكون استفهاما مَحْضا كَقَوْلِك أَزِيد عنْدك أم عَمْرو
وَتَكون تقريرا وتوبيخا فالتقرير قَوْلك أَلَسْت كَرِيمًا ألم أحسن إِلَيْك كَقَوْلِه تَعَالَى ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بني آدم﴾
قَالَ جرير
(ألستم خيْرَ مَنْ ركبَ المطايا ... وأندى الْعَالمين بطُون رَاح) // الوافر //
والتوبيخ كَقَوْلِك ألم تذنب فَأغْفِر لَك ألم تسيء فَأحْسن إِلَيْك
1 / 19
٧٨ -) مهما بِمَنْزِلَة مَا فِي الْجَزَاء قَالَ الله ﷿ ﴿مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِن آيَة لتسحرنا بهَا﴾ أَي مَا تأتنا
قَالَ الْخَلِيل هِيَ مَا على مَا لَغوا كَمَا دخلت مَا مَعَ مَتى تَقول مَتى تأتني آتِك وَمَتى مَا تأتني آتِك وكما أدخلت مَا مَعَ أَي لَغوا كَقَوْلِه تَعَالَى ﴿أَيًّا مَا تدعوا﴾ فَمَعْنَاه أيا تدعوا قَالَ وَلَكنهُمْ استقبحوا أَن يكرروا لفظا وَاحِدًا فيقولوا ماما فأبدلوا الْهَاء من الْألف الَّتِي فِي الأول
وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ قد يجوز أَن يكون مَه فضم إِلَيْهَا مَا
٧٩ -) وَسَط محركة السِّين ظرف تَقول احْتجم وسط رَأسه
1 / 20