[[NO TITLE]]
بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليما
قال الفقيه الأستاذ الأجل أبو محمد عبد الله بن محمد بن السيد البطليوسي رحمة الله عليه:
الحمد لله الذي باسمه يبدأ الذكر ويختم، وصلى الله على النبي محمد وآله وسلم.
هذا كتاب قصدت فيه ذكر الفرق بين الأحرف الخمسة التي يغلط فيها كثير من خواص الناس فضلا عن عوامهم.
وهي: الظاء، والضاد، والذال، والسين، والصاد، وبوبته خمسة أبواب:
أولها: باب الظاء، والضاد، والذال.
والثاني: باب الظاء،والضاد.
والثالث: باب الظاء، والذال.
والرابع: باب الضاد، والذال.
والخامس: باب الصاد، والسين.
ووجدت لبعضه قياسا يعين على ضبطه فنهبت عليه، وأما أكثره فلا قياس له وأنما يضبط بالحفظ.
ولم يكن غرضي حصر هذا النوع كله واستيعابه، فقصدت منه إلى المستعمل المشهور، وأضربت عن كثير من الحوشي عند الجمهور، وأنا أسأل الله تعالى أن يعينني على ما أحاوله وأنويه، وألا يخليني من العصمة فيما أورده وأحكيه، إنه ولي الفضل ومسديه، لا رب غيره.
الظاء والضاد والذال
باتفاق اللفظ واختلاف المعنى
(العظب، والعضب، والعذب):
العظب بالظاء : تحريك الطائر زمكاه، وهو أصل ذنبه. يقال: عظب الطائر يعظب عظبا.
صفحه ۱
والعظب أيضا : مصدر عظب على الأمر، إذا لزمه ودرب به(*)، ومنه قيل: ما أعظبه على الأمر، أي ما أصبره.
وأما العضب بالضاد : فأنه القطع. وسيف عضب: أي قاطع، وكذلك لسان عضب.
والعضب أيضا : كسر قرن الشاة ونحوها.
---
والعضب أيضا : شق الأذن، ومنه قيل: ناقة عضباء.
وقد عضب القرن عضبا (بكسر الضاد من الماضي وفتحها من المضارع والمصدر: (إذا انكسر).
وكذلك: عضبت الأذن.
وأما العذب بالذال فأنه الطيب اللذيذ من الماء وغيره، ومنه سمي العذيب، وهو ماء لبني تميم.
وقياس هذا الباب: أن ما كان منه (بالظاء) فإنهم استعملوه فيما كان [ص: 2 آ] راجعا إلى معنى الصبر على الشيء وكثرة المحاولة له.
(وأما) ما كان منه (بالضاد) فإنهم استعملوه فيما كان معناه القطع أو الكسر أو الشق.
(وأما) ما كان منه (بالذال) فإنهم استعملوه على أربعة معان:
أحدها: الطيب واللذاذة.
والثاني: الانكشاف والظهور، قالوا، عاذب وعذوب، للبارز الذي لا يستره عن السماء شيء. قال ذو الرمة:
1
وأن لم يزل يستسمع العام حوله
ندى صوت مقروع عن العذف عاذب
[طويل]
والمعنى الثالث: الطرد عن الشيء والمنع منه. قالوا: أعذبته عن الشيء وعذبته: إذا منعته من الوصول إليه.
والمعنى الرابع: طرف الشيء ومستدقه، كقولهم: عذبة السوط، وعذبة [ق: 2 ب] النعل لشراكها (المرسل) وعذبة اللسان.
فأما (العذب) فيحتمل أن يكون مأخوذا من معنى الطرد والمنع، كأنهم أرادوا طرد المعذب عما يستلذه ويستطيبه.
صفحه ۲
ويحتمل أن يكونوا أرادوا كشف الستر عنه، وأبرازه ليحل به البلاء، فيكون راجعا إلى معنى: العاذب والعذوب .
(التعظيب، والتعضيب، والتعذيب):
التعظيب بالظاء : خشونة اليد من العمل. يقال: عظبت يده.
أنشد أبو زيد:
2
لو كنت من زوفن أو بنيها
قبيلة قد عظبت أيديها
معودين الحفر حفاريها
---
لقد حفرت نبثة ترويها
[رجز]
(و) روى أبو علي البغدادي عن ابن دريد(*): زوفن بالزاي ، ورواه غيره (عنه): دوفن بالدال غير معجمة .
والتعضيب بالضاد : كثرة القطع أو الكسر.
والتعذيب بالذال : كثرة العذاب.
وقياس هذا الباب قياس الذي قبله.
(العظم، والعضم، والعذم):
العظم بالظاء : واحد العظام. والعظم أيضا : خشب الرحل وعظم الشيء. نفسه. ويقال: غلا بالجارية عظم: إذا شبت شبابا سريعا.
قال الشاعر:
3
رؤد الشباب غلابها عظم
[كامل]
والعضم بالضاد : مقبض القوس. والعضم: الخشبة ذات الأصابع التي تذرى [ص: 3 آ] بها الحنطة. وعضم الفدان: لوحه العريض الذي في رأسه الحديدة التي تشق الأرض.
والعذم بالذال : (مصدر) عذم الفرس على فأس اللجام، إذا عض عليه.
ومصدر: عذمه بلسانه، إذا لامه.
وقياس هذا الباب: أن (الظاء) مستعملة فيما كان معناه راجعا إلى الشدة، أو معنى الجلالة والزيادة في جسم أو حال.
و(الضاد) مستعملة فيما جرى مجرى الآلة التي تستعمل.
و(الذال) مستعملة في معنى العض.
(العظام، والعضام، والعذام):
العظام بالظاء : جمع عظم.
صفحه ۳
والعضام بالضاد : عسيب ذنب البعير. والعضام أيضا: المذاري التي يذرى بها الطعام.
والعذام بالذال مصدر عاذم الحمار الحمار، إذا عض كل واحد منهما صاحبه.
قال لبيد:
4
أو ملمع وسقت لأحقب لاحه
طرد الفحول ونسفها وعذامها
[كامل]
(التعظيل، والتعضيل، والتعذيل):
---
التعظيل بالظاء : مصدر عظلت الكلاب، إذا تسافدت، وعظلت الجراد: إذا ركب بعضه بعضا.
والتعضيل بالضاد : مصدر عضلت المرأة بولدها، إذا نشب في بطنها عند الولادة، وعضلت الأرض بأهلها: إذا ضاقت.
5
جمعا يظل به الفضاء معضلا
يدع الأكام كأنهن صحاري
[كامل]
التعذيل بالذال : كثرة العذل، وهو اللوم.
وقياس هذا الباب: أن [ق: 3 ب] (الظاء) مستعملة فيما كان معناه الملاصقة وركوب الشيء بعضه بعضا.
و(الضاد) مستعملة فيما كان معناه الضيق والشدة، ومنه قيل: عضلت الأيم، إذا ضيقت عليها ومنعتها النكاح.
و(الذال) مستعملة (فيما كان معناه) اللوم والتعنيف.
(الحظ، والحض، والحذ):
الحظ بالظاء : النصيب. والحض بالضاد : مصدر حضضت الرجل على الأمر، إذا أغريته به. والحذ بالذال : القطع السريع.
وقياس هذا الباب: أن (الظاء) مستعملة فيما كان معناه الحظوة والفوز بنصيب من الخير.
و(الضاد) مستعملة في الإغراء بالشيء والحث عليه في الأكثر من معانيها.
و(الذال) مستعملة في القطع السريع [ص: 4 آ] والخفة، ومنه قيل للقطعة الخفيفة من اللحم: حذة. وقالوا: قطاة حذاء، إذا كانت قصيرة الذنب خفيفته.
(الحظيظ، والحضيض، والحذيذ):
صفحه ۴
الحظيظ بالظاء : السعيد من الرجال الذي له حظ.
والحضيض بالضاد : (المغرى بالشيء). والحضيض: أسفل الجبل قال امرؤ القيس:
6
نزلت إليه قائما بالحضيض
[طويل]
والحذيذ بالذال : المقطوع قطعا مستأصلا (وهو بمعنى محذوذ).
(الحظر، والحضر، والحذر):
---
الحظر بالظاء : اخضرار النبت. يقال: نبت حظر، ويقال: فلان يوقد في الحظر الرطب، إذا وصف بالنميمة الشنيعة.
قال الشاعر:
7
من البيض لم تصطد على حبل سوءة
ولم تمش بين الحي بالحظر الرطب
[طويل]
والحضر بالضاد : الحاضرة.
والحذر بالذال : الخوف.
(الحاظر، والحاضر، والحاذر):
الحاظر بالظاء المانع. والحاظر أيضا صانع الحظيرة وهي الزريبة.
والحاضر بالضاد : ساكن الحاضرة، وهو ضد البادي. (والحاضر: ضد الغائب).
والفعل من هذا كله: حظر، وحضر: بفتح الظاء والضاد.
والحاذر بالذال : الخائف، وفعله حذر، بكسر الذال.
(الحظار، والحضار، والحذار):
الحظار بالظاء : حائط الحظيرة، وهي الزريبة.
والحضار بالضاد : الجري ، وهو مصدر: حاضرته محاضرة وحضارا، إذا جاريته. والحضار أيضا : الثور الأبيض. والحضار: البيض من الإبل، ولا واحد لها (قال أبو ذؤيب فلا تشترى. إلا بربح سباؤها بنات اللبون شؤمها وحضارها والشؤم...)(*). والحضار: حقيبة تلقى على البعير على هيئة الرحل.
والحذار بالذال : الخوف.
صفحه ۵
ومما ينقاس من هذا الباب ولا ينكسر القياس فيه: أن ما كان منه بمعنى المنع والتحجير فهو (بالظاء)، ومنه قيل للزريبة: حظيرة، لأنها تمنع الإبل والغنم من الانتشار والتفرق.
وكل ما أريد به ضد الغيبة والاختفاء فهو (بالضاد)، ( وكذلك ما أريد به معنى الجري).
وما أريد به الخوف والجزع فهو (بالذال).
(الحظل، والحضل، والحذل):
---
الحظل بالظاء : الإقتار والفقر. والحظل أيضا : مصدر حظل [ق: 4 ب] البعير، إذا أكل الحنظل. والحظل، والحضل بالظاء والضاد معا : مصدر حظلت النخلة وحضلت، إذا فسد أصول سعفها [ص: 5 آ].
والحذ[ل] بالذال : إحمرار يصيب العين. قال رؤبة:
8
والشوق شاج للعيون الحذل
[رجز]
(حظار، وحضار، وحذار):
حظار (بالظاء) اسم للفعل مبني على الكسر بمنزلة (نزال). ومعناه احظره عن الشيء، أي امنعه منه.
وحضار بالضاد : كوكب يشبه سهيلا. تقول العرب «حضار والوزن محلفان»، وهما كوكبان إذا طلع أحدهما حلف من يراه أنه سهيل، وليس به. (وهو بمنزلة: حذام وقطام).
وحذار بالذال : بمعنى احذر، وهو اسم للفعل مبني على الكسر (أيضا).
قال العجا[ج]:
9
حذار من أرماحنا حذار
[رجز]
(الجائظ، والجائض، والجائذ):
الجائظ بالظاء : الذي يتبختر في مشيته، مع سمن وكثرة لحم. (و) يقال: رجل جائظ، وجواظ. وجاء في الحديث «إن الله يبغض كل جعظري جواظ». وقال رؤبة:
10
نفلي به ذا العضل الجواظا
[رجز]
والجائض بالضاد : العادل عن الشيء. يقال: جاض عن الشيء يجيض (وفي الأول: جاظ يجوظ) قال جعفر بن علبة:
صفحه ۶
11 ولم ندر إن جضنا من الموت جيضة
كم العمر باق والمدى متطاول
[طويل]
والجائذ بالذال : الذي يتكاره على الشرب. حكاه الشيباني: وأنشد:
12
ملاهس القوم على الطعام
وجائذ في قرقف الندام
[رجز]
(والملاهس: المزاحم).
(الظر، والضر، والذر):
---
الظر بالظاء : قطع الظران، وهي الحجارة المحددة.
والضر بالضاد : ضد النفع.
والذر بالذال : مصدر ذررت الشيء، والذر (أيضا): صغار النمل.
وذر: اسم رجل.
(الظرير، والضرير، والذرير):
الظرير بالظاء : المكان الكثير الظران، وهي الحجارة المحددة.
والضرير بالضاد : الأعمى. والضرير: جانب الوادي.
قال أوس بن حجر:
13
وما خليج من المروت ذو شعب
يرمي الضرير بخشب الطلح والضال
[بسيط]
وفلان ذو ضرير على العدو: أي ذو صعوبة ومشقة.
قال مهلهل:
14
قتيل ما قتيل المرء عمرو
[و] جساس بن مرة ذو ضرير
[وافر]
وملح ذرير بالذال أي مذرور.
(المظرة، والمضرة، والمذرة):
المظرة بالظاء الأرض ذات الحجارة المحددة.
والمضرة بالضاد : ضد المنفعة.
والمذرة بالذال : الأرض ذات الذر.
(والإنظار والإنضار، والإنذار):
الإنظار بالظاء التأخير. والإنضار بالضاد: مصدر أنضر الله وجهه، أي نعمه وحسنه، ومصدر: أنضر الشجر، إذا حسن، وكذلك الوجه.
والإنذار بالذال : الإعلام بالشيء قبل وقته.
(النظير، والنضير، والنذير):
النظير بالظاء : المثل والشبه.
صفحه ۷
والنضير بالضاد: الذهب. والنضير: قبيلة من يهود. وغصن نضير: ناعم.
والنذير بالذال : [ق: 5 ب] المنذر. والنذير أيضا : الإنذار.
(نظر، ونضر، ونذر):
---
نظر إليه بعينه ينظر بالظاء ، وكذلك نظر بقلبه: إذا تدبر الشيء.
ونظره ينظره: بمعنى انتظره.
ونضر وجهه بالضاد ينضر: إذا حسن. ونضره الله: أي حسنه. ونضر الشجر: إذا تنعم وأورق.
ونذر النذر على نفسه بالذال ينذره وينذره: إذا أوجبه.
وقياس هذا الباب: أن (الظاء) مستعملة فيما كان معناه راجعا إلى الإنظار بعين أو عقل، أو إلى التأخير.
و(الضاد) مستعملة فيما كان معناه النعمة.
و(الذال) [مستعملة](*) فيما يوجبه الإنسان على نفسه، وفي الإعلام بالشيء والتخويف منه.
(النظرة والنضرة والنذرة):
النظرة بالظاء : المرة الواحدة من النظر أو من الانتظار.
ويقال: بفلان نظرة، أي سوء حال، وبه نظرة من الجنة.
وفي الحديث «أنه رأى جارية فقال: إن بها نظرة فاسترقوا لها». هذه كلها بالظاء.
والنضرة بالضاد : النعمة. قال الله تعالى: {تعرف في وجوههم نضرة النعيم} [المطففين: 24].
والنذرة بالذال : المرة الواحدة من قولك، نذرت الشيء على نفسي. والنذرة أيضا : العلم بالشي، وقد نذرت به.
(الظفر، والضفر، والذفر):
الظفر بالظاء : الفوز بما طلبته. والظفر أيضا: مصدر ظفرت العين، إذا علتها جلدة، وتسمى تلك الجلدة: الظفرة، وجمعها أيضا : ظفر.
صفحه ۸
والضفر بالضاد : حقف طويل عريض من الرمل، يقال بفتح الفاء وتسكينها، والأشهر فيه التسكين.
والذفر بالذال : شدة الرائحة، طيبة كانت أو خبيثة.
يقال: شممت ذفر المسك، وذفر الجيفة.
---
(الظرب، والضرب، والذرب):
الظرب [بالظاء]: المعان الذي فيه الحجارة المحددة. والظرب: الجبل المنبسط على الأرض. وعامر بن الظرب العدواني.
ورجل ضرب بالضاد: شديد الضرب. وسنان ذرب بالذال : أي حاد.
(الظراب، والضراب، والذراب):
الظراب بالظاء : الحجارة المحددة. قال ابن [قيس] الرقيات:
15
أن جنبي عن الفراشه لنابي
كتجافي الأسر فوق الظراب
[خفيف]
والضراب بالضاد : المضاربة. وأسنة. ذراب بالذال : أي محددة، واحدها: ذرب.
(الظفر، والضفر، والذفر):
الظفر بالظاء : الذي خرجت في عينه الظفرة والظفر من الرجال: الكثير الظفر بما يريد يقال: ظفر وظافر.
قال الشاعر:
16
هو الظفر الميمون إن راح أوغدا
به الركب والتلعابة المتحبب
[طويل]
والضفر بالضاد : جمع ضفرة، وهي رملة تنعقد ويشق السير فيها.
والذفر بالذال : الشيء الشديد الرائحة طيبا كان أو منتنا.
ومما يطرد فيه القياس من هذا الباب والذي [ق:6 ب] قبله: أن ما كان راجعا إلى معنى الفوز والغلبة، أو إلى معنى الغلظ والشدة فهو (بالظاء). وما كان راجعا إلى معنى الفتل والعقد فهو (بالضاد). وما كان بمعنى الرائحة فهو (بالذال).
(الظنين، والضنين، والذنين):
صفحه ۹
الظنين بالظاء : المتهم في صدقه، أو في دينه، أو في نسبه، ونحو ذلك من أموره.
قال الشاعر:
17
فلا ويمين الله ما عن خيانة
هجرت ولكن الظنين ظنين
[طويل]
والضنين بالضاد : البخيل.
---
والذنين بالذال : ما سال من الأنف، ومن ذكر الرجل وغيره لفرط الشهوة.
قال الشماخ:
18
توائل من مصك أنصبته
حوالب أسهرته بالذنين
[وافر]
وقياس هذا الباب: أن ما كان معناه راجعا إلى التهمة، أو الشك، أو العلم، فهو (بالظاء).
وما كان معناه [ص: 6 آ] راجعا إلى البخل والشح فهو (بالضاد).
وما كان معناه راجعا إلى السيلان فهو (بالذال).
(ظل، وضل، وذل):
يقال ظل فلان كذا وكذا بالظاء : إذا فعله نهارا.
وبات يفعل كذا وكذا: إذا فعله ليلا. هذا هو المشهور.
وقد استعمل (ظل) في جميع الأوقات. قال الله تعالى: {فظلت أعناقهم لها خاضعين} [الشعراء: 4]، وقال: {فظللتم تفكهون} [الواقعة: 65].
فهذا عموم لم يخص به نهار دون ليل.
وأما ضل بالضاد : فيكون بمعنى تحير، ويكون بمعنى أخطأ، كقوله تعالى: {لا يضل ربي ولا ينسى} [طه: 52]. ومنه قول طرفة:
19
وكيف تضل القصد والحق واضح
وللحق بين الصالحين سبيل
[طويل]
ويكون (ضل) أيضا بمعنى: غاب وتلف، يقال: ضل الماء في اللبن، وضل الرجل في الأرض. قال الله تعالى: {وقالوا أئذا ضللنا في الأرض} [السجدة: 10].
وأما ذل بالذال : فله ثلاثة معان: يقال ذل الرجل، إذا انقاد لعدوه، وهو ضد عز.
صفحه ۱۰
وذلت الدابة لراكبها: إذا لم تعاسره، ولم تصعب عليه، وذل الطريق للماشي، إذا سهل ولم تعترضه فيه حزونة يشق عليه المشي فيها.
يقال من المعنى الأول: رجل ذليل، بين الذل بضم الذال .
ومن المعنيين الآخرين: ذلول بين الذل. (بكسر الذال).
---
وقياس هذا الباب: أن كل شيء كان معناه راجعا إلى معنى الإقامة أو إلى معنى الستر والتغطية، فهو (بالظاء).
(وما كان معناه راجعا إلى الحيرة أو الخطأ أو الهلاك أو التلف فهو بالضاد).
وما كان معناه راجعا إلى الانقياد والسهولة فهو (بالذال).
قد أعسف النازح المجهول معسفه
في ظل أخضر يدعو هامه البوم
[بسيط]
ويعني بالأخضر ههنا : الليل.
وأما الضل بالضاد : فالداهية. يقال: إنه لضل أضلال، (وصل آصلال) بالضاد والصاد أي داهيه دواه، ويقال أيضا: ضل أضلال بالضاد معجمة مضمومة ، حكى ذلك كله اللحياني.
فإذا قيل بالصاد غير معجمة، فالكسر لا غير:
وأصل الصل: الحية التي تقتل من ساعتها إذا نهشت. قال النابغة:
12
ماذا رزئنا به من حية ذكر
نضناضة بالرزايا صل أصلال
[بسيط]
والذل بالذال : ضد الصعوبة. يقال: دابة ذلول، بينة الذل. ويقال: ركب فلان ذل الطريق، إذا ركب محجته المستقيمة التي قد وطئها الناس.
(الأظلال، والأضلال، والأذلال):
الأظلال بالظاء : جمع الظل. فإذا كسرت الهمزة فهو مصدر أظله الأمر: إذا غشيه، ومصدر أظللت الشيء: إذا سترته .
صفحه ۱۱
وأما الأضلال بالضاد وفتح الهمزة : فجمع ضلل، وهو الماء الجاري تحت الحجارة لا تصيبه الشمس، قال الشاعر:
22
تشاص الثريا بماء ضلل
[متقارب]
والأضلال أيضا : جمع ضل، وهي الداهية، وقد ذكرناه في الباب المتقدم.
فإذا كسرت الهمزة فهو مصدر أضللته: إذا حيرته حتى يخطىء طريق الاستقامة في دين أو غيره.
---
ويقال: أمور الله جارية على أذلالها بالذال : أي على مجاريها وطرقها المعتادة لا راد لها (ولا عاصم منها) قالت الخنساء:
32
لتجر المنية بعد الفتى ال
مغادر بالمحو أذلالها
[متقارب]
فإذا كسرت الهمزة فهو مصدر: أذللته.
(الفظ، والفض، والفذ):
الفظ بالظاء : الرجل الخشن [ال] جوانب، الصعب القياد.
قال الله تعالى: {ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك} [آل عمران: 951].
والفظ أيضا : ماء الكرش، كانوا يستخرجونه من جوف البعير فيشربونه إذا لم يجدوا ماء في أسفارهم. قال الشاعر:
42
كأن لهم إذ يعصرون فظوظها
بدجلة أو فيض الخريبة مورد
[ص: 8 آ]
[طويل]
والفض بالضاد : مصدر فضضت الشيء إذا فرقته. قال امرؤ القيس:
52
فأسبل دمعي كفض الجمان
أو الدر رقراقه المنحدر
[متقارب]
والفذ بالذال : المنفرد عن أصحابه، أو في جنسه الذي لا نظير له في علم أو غيره. والفذ أيضا : أول أسهم القداح. وكلام فذ: إذا كان شاذا.
وقياس هذا الباب: أن (الظاء) تستعمل فيما كان معناه راجعا إلى الخشونة والصعوبة والغلظ [ق: 8 ب].
صفحه ۱۲
وأما (الضاد) [ف] تستعمل فيما كان معناه راجعا إلى الكسر والتفرق، ومنه سميت الفضة،لأنها تقطع من المعدن.
وأما (الذال) فتستعمل فيما كان معناه راجعا إلى معنى الانفراد والشذوذ.
(الظف، والضف، والذف):
الظف بالظاء : أن تشد قوائم البعير وغيره من الدواب.
والضف بالضاد : أن تحلب الناقة بكفك كلها.
---
والذف بالذال : سرعة القتل. والذف أيضا: سرعة اتفاق الأمر.
(الإفظاظ، والإفضاض، والإفذاذ):
أما الأفظاظ بالظاء وفتح الهمزة فجمع الفظ من الرجال. فإذا كسرت الهمزة فهو مصدر أفظظت الرجل: إذا رددته عما يريد، ومصدر أفظظت الخيط في الأبرة: إذا أدخلته (فيها).
قال الشاعر:
62
وكأن رأينا من قعود أفظه
قسامي صقوب فانثنى غير ضارب
[طويل]
وأما الأفضاض بالضاد وفتح الهمزة : فجمع الفضض، وهو الماء العذب فإذا كسرت الهمزة فهو مصدر أفضضت للرجل العطاء: إذا أجزلته.
وأما الأفذاذ بالذال وفتح الهمزة : فجمع الفذ من الرجال وغيره، وهو المنفرد.
فإذا كسرت الهمزة فهو مصدر أفذت الشاة: إذا ولدت ولدا واحدا، ومصدر أفذ الرجل: إذا ولد له ولد لا نظير له في فضله أو علمه.
(ظاف، وضاف، وذاف):
أما ظاف بالظاء : فمن قولهم: ظفت البعير أظوفة ظوفا، إذا قيدته وقاربت بين خفيه.
وأما ضاف بالضاد : فمن قولهم، ضاف الرجل يضيفه، إذا نزل عليه ضيفا.
وضاف السهم عن الغرض يضيف: إذا عدل، ويقال أيضا : صاف بصاد غير معجمة. قال عدي بن زيد: [ص: 9 آ].
صفحه ۱۳
27
كل يوم ترميه منها برشق
فمصيب أوصاف غير بعيد
[خفيف]
وأما ذاف بالذال: فمعناه تبختر في المشي.
(الظائر، والضائر، والذائر):
---
الظائر بالظاء : اسم الفاعل من قولهم: ظأرت الناقة، إذا عطفتها على الحوار، وظأرته على الأمر: إذا أكرهته عليه. ويقال في مثل «الطعن يظأر»، أي من أبى أن يطاوعك على ما تريد فقتالك أياه يصرفه إلى الانقياد لك.
وأما الضائر بالضاد : فهو اسم الفاعل من قولهم، ضاره يضيره ويضوره، بمعنى ضره يضره.
أما الذائر بالذال: فالمرأة الناشز على زوجها. ورجل ذائر: إذا فزع وذعر. ورجل ذائر: سيىء الخلق، ضيق الصدر، يقال منه: ذئر ذأرا. قال الشاعر:
28
ولقد أتاني عن تميم أنهم
ذئروا لقتلى عامر وتغضبوا
[كامل]
وقياس هذا الباب في أغلب من أمره: أن (الظاء) مستعملة فيما كان معناه راجعا إلى العطف والإكراه.
و(الضاد) مستعملة فيما كان معناه راجعا إلى [ق: 9 ب] خلاف المنفعة.
و(الذال) مستعملة فيما كان معناه يعود إلى الفزع والخوف، أو إلى ضيق الصدر والغيظ.
(اللظ، واللض، واللذ):
اللظ، بالظاء : الشديد الإلحاح والملازمة.
ورجل لض بالضاد : وهو المطرود من موضع إلى موضع.
وشراب لذ بالذال : أي لذيذ.
(البظ، والبض، والبذ):
البظ بالظاء : الإلحاح والدؤوب على الشيء. والبظ أيضا : تسوية القينة أوتار عودها للضرب.
صفحه ۱۴
ورجل بض الجسم بالضاد : إذا كان ناعم الجسم، رخصه. والبض أيضا : سيلان الماء قليلا قليلا، وكذلك سيلان الدم. قال حميد بن ثور:
29
(منعمة) بيضاء لودب محول
على جلدها بضت مدارجه دما
[طويل]
---
والبذ بالذال : الغلبة والظهور. ورجل بذ الهيئة: إذا كان رديء الهيئة غير متأنق في ملبسه. والبذ أيضا : حصن معروف ذكره حبيب في شعره.
(الوظر، والوضر، والوذر):
الوظر بالظاء : السمن وكثرة اللحم، وقد وظر وظرا. قال الشاعر: [ص: 10 آ].
30
غدا بخميلة الخماء لما
أتانا زنكل وظرا بطينا
[وافر]
والوضر بالضاد : ما تعلق بالشيء من الدسم وغيره. قال الشاعر:
31
أباريق لم يعلق بها وضر الزبد
[طويل]
والوذر بالذال : قطع اللحم، ويقال: وذر بالسكون.
ويقال: وذرت عضده وذرا، إذا سمنت.
(الظرى، والضرى، والذرى):
يقال: أصاب الماء الظرى فأهلكه بالظاء ، وهو أن يجمد الماء لشدة البرد فإذا شربته الماشية أضر بها.
وأما الضرى بالضاد : فالعادة، يقال: ضري يضرى ضرى وضراوة.
والذرى بالذال : الكن والستر، يقال: جلست في ذرى الحائط، وذرى الشجرة.وأنا في ذرى فلان.
والذرى أيضا: انصباب الدمع وسيلانه.
(الخظرفة، والخضرفة، والخذرفة):
الخظرفة بالظاء : سعة خطو الجمل إذا مشى، وجمل خظروف: واسع الخطو.
صفحه ۱۵
والخظرفة بالظاء والضاد معا : هرم العجوز واسترخاء لحمها، يقال: عجوز حنظرف وخنضرف. والظاء فيه أكثر من الضاد.
والخذرفة بالذال : دوارن الخذروف. قال الخليل: هو عويد مشقوق في وسطه يشد بخيط ويمد فتسمع له حفيفا.
والخذرفة أيضا: السرعة في الجري.
---
(كمل ازدواج الحروف الثلاثة بحمد لله تعالى).
باب ذكر الحروف المزدوجة
من الظاء والضاد مما لا شركة فيه للذال
(العظ، والعض):
العظ بالظاء : شدة مكاوحة الحرب ومعالجتها، ولا تستعمل بالظاء فيما ذكر بعض اللغويين إلا في الحرب والزمان.
وذكروا أن بعض العرب قال في دعائه على رجل «أفظه الله وأعظه»، أي جعله فظا لا يحب أحدا، وجعله ذا عظاظ لسوء خلقه، وهو شدة المشقة والمكاوحة وضيق الصدر. [ق: 150 ب].
والعض بالضاد : الأزم، بالأسنان خاصة، وقال قوم: العض بالضاد : يستعمل في كل شيء من حرب وزمن وغيرهما. وهذا هو الصحيح، ويدل على ذلك أنهم يقولون: أزمتهم [ص : 11 آ] السنة، ويسمون الشدة: أزمة وآزمة. وأزوما.
قال زهير:
32
إذا أزمتهم يوما أزوم
[وافر]
وأبين من هذا كله قول الآخر:
33
إذا الدهر عضتك أنيابه
من الشر فأزم به ما أزم
[متقارب]
(الظلع، والضلع):
الظلع بالظاء : العرج يصيب الدابة ونحوها. والظلع: ضيق الأرض بأهلها.
والظلع أيضا اتباع الكلب الكلبة ليسفدها، يقال: تظالعت الكلاب وتعاظلت: إذا تسافدت. ويقال: لا ينام حتى ينام ظالع الكلاب.
قال الشاعر:
صفحه ۱۶
34 تسديتنا من بعد ما نام ظالع ال
كلاب وأخبى ناره كل موقد
[طويل]
وأما الضلع بالضاد : فإنه الميل عن الحق، والجور. يقال: ضلعك مع فلان، أي ميلك، ومنه قول النابغة:
35
ويترك عبد ظالم وهو ضالع
[طويل]
---
وكان أبو عبد الله الطوسي يرويه: وهو ظالع، بالظاء. وهكذا رواه ابن القزاز، وليس ذلك بمعروف.
وقياس هذا الباب: أن (الظاء) تستعمل فيما كان عرجا في الرجل.
وأن (الضاد) تستعمل فيما كان إعوجاجا وميلا عن الحق.
(العظة، والعضة):
العظة بالظاء : الموعظة.
والعضة بالضاد : واحدة العضاه، وهو كل شجر له شوك، يقال في المثل:
36
[و] من عضة ما ينبتن شكيرها
[طويل]
والشكير: الورق، يريد أن الولد ينزع إلى أبيه في الشبه.
والعضة أيضا : السحر. والعضة: الكذب، وبهذين المعنيين فسر قوله تعالى: {الذين جعلوا القرآن عضين} [الحجر: 91].
(الغيظ، والغيض):
الغيظ بالظاء : سورة الغضب، وقيل: الغيظ لمن لا يقدر على الانتصار، والغضب لمن يقدر على الانتصار.
ولهذا وصف الباري تعالى: (بالغضب)، ولم يوصف بالغيظ.
والغيض بالضاد : النقصان، ومنه قوله تعالى: {وغيض الماء} [هود: 44].
والفعل من كل واحد منهما: غاظه يغيظه، وغاضه يغيضه. واسم فاعلهما: غائظ وغائض.
قال البرج بن مسهر الطائي: [ص: 12 أ]
37
إلى الله أشكو من خليل أوده
ثلاث خلال كلها لي غائض
[طويل]
(الغياظ، والغياض):
الغياظ بالظاء : مصدر غايظت الرجل مغايظة وغياظا، إذا أغضبته وأغضبك.
صفحه ۱۷
والغياض بالضاد : جمع الغيضة، وهي الشجر الملتف تألفه الأسد والسباع.
(الحافظ، والحافض):
الحافظ بالظاء : ضد الناسي والغافل. وكل من تعهد شيئا ولم يضيعه فهو حافظ له.
---
والحافض بالضاد : الذي يطوي العود ويحنيه ليصنع منه قوسا أو نحوها.
وفعلاهما مختلفان، يقال [ق: 11 ب] من الأول: حفظت أحفظ على وزن علمت أعلم. ويقال من الثاني: حفضت أحفض على وزن ضربت أضرب.
ومصدر الأول: حفظ، مكسور الأول على (وزن) ذكر، ومصدر الثاني: حفص مفتوح الأول على وزن ضرب. قال رؤبة:
38
أما تري دهرا حناني حفضا
أطر الصناعين العريش القعضا
[رجز]
وقياس هذا الباب: أن (الظاء) تستعمل فيما كان معناه راجعا إلى الذكر أو إلى معنى الرعاية وترك التضييع، كقوله تعالى: { وأجاز غيره: فاظت نفسه بالظاء والضاد معا، وأنشد:
25
أجتمع الناس وقالوا عرس
ففقئت عين وفاظت نفس
[رجز]
ورد الأصمعي هذه الرواية وقال: أنما الرواية:
ففقئت عين وطن الضرس
والحجة عنده قول رؤبة:
35
والأسد أمسى شلوهم لفاظا
لا يدفنون منم من فاظا
[رجز]
وأجاز الخليل: فاظت نفسه، وأنشد:
45
إذا لدغت وجرى سمها
فنفس اللديغ بها فائظة
[متقارب]
وقال آخر:
55
كادت النفس أن تفيظ به
إذ ثوى حشو ريطة وبرود
[خفيف]
وحكى أبو العباس المبرد، قال: أخبرني التوزي عن أبي عبيدة أنه قال: كل العرب يقول: فاضت نفسه بالضاد إلا بني ضبة، فإنهم يقولون: فاظت نفسه بالظاء .
صفحه ۱۸
فأما ما كان من فيض الدموع والماء ونحو ذلك فلا خلاف فيه أنه بالضاد.
(القيظ، والقيض):
القيظ بالظاء : أشد الحر.
---
والقيض بالضاد : قشر البيضة الأعلى، والقيض أيضا : العوض، وقد قايضت الرجل: إذا عاوضته.
ويقال: قاظ الرجل بمكان كذا، يقيظ فهو قائظ بالظاء : إذا أقام به زمن القيظ. قال متمم بن نويرة:
56
قاظت أثال إلى الملا وتربعت
بالحزن عازبة تسن وتودع
وقاض الفرخ البيضة يقيضها قيضا فهو قائض: إذا كسرها وخرج منها، بالضاد.
(المقيظة، والمقيضة):
المقيظة بالظاء : نبات يبقى على القيظ. قال الأعشى:
57
فأصبن ذا كرم ومن أخطأنه
جزأ المقيظة خيفة أمثالها
[كامل]
والمقيضة بالضاد : البيضة التي يخرج منها الفرخ، وبئر مقيضة أيضا : كثيرة الماء.
(المظ، والمض):
المظ بالظاء : رمان البر، وقيل: هو رمان ينبت بالسراة، وقال قوم: كل رمان مظ، وأنشدوا لأبي ذؤيب:
58
يمانية أحيا لها مظ مأبد
وآل قراس صوب أرمية كحل
[طويل ]
يصف نحلا، وآل قراس: جبال بالسراة باردة، وأرمية: جمع رمي، وهو سحاب تتهاداه الرياح كأن بعضها يرمى به إلى بعض.
يريد: أن هذا السحاب أحيا هذا المظ، أي أنبته ونعمه [ص: 16 آ].
ويروى: أجنى، أي صيره له جنى.
وأما المض بالضاد فمصدر مضني [ق: 14 ب] الجرح والدواء، إذا أوجعك، وكذلك القول. قال طرفة:
59
ويغمره سيبي ولو شئت ناله
عواقب تبري العظم من كلم مض
[طويل]
صفحه ۱۹
( المظاظة، والمضاضة):
المظاظة بالظاء : الوقوع في الشر والخصومة. قال الشاعر:
60
---
سالمت قومي بعد طول مظاظة
والسلم أبقى في الأمور وأعرف
[كامل]
والمضاضة بالضاد : الحرقة والوجع.
والفعل من كل واحد منهما على: فعلت، بكسر العين.
(أمظ، وأمض):
يقال: أمظ العود الرطب يمظه إمظاظا بالظاء، إذا تركه حتى تذهب رطوبته. وأمضني الجرح بالضاد إمضاضا، وكذلك القول: إذا أوجعك. قال رؤبة:
61
فأقني فشر القول ما أمضا
[رجز]
(البيظ، والبيض):
البيظ بالظاء : ماء الرجل، قال الخليل: ولا فعل له.
والبيظ أيضا : جمع بيظة، وهي رحم المرأة.
قال الشاعر يصف قطا.
حملن لها مياها في أدواى
كما تتحمل البيظ الفظظا
والفظيظ ههنا : ماء الفحل.
والبيض بالضاد : بيض الدجاج وغيره من الطير، والبيض أيضا : بيض الحديد. ويقال للنساء المحجوبات: بيض الخدور. قال امرؤ القيس:
62
وبيضة خدر لا يرام خباؤها
[طويل]
والبيض أيضا : شدة الحر، وقد باض الحر يبيض.
والبيض أيضا : مصدر باضت البهمى تبيض، إذا سقط شوكها، ومصدر باضت الأرض: إذا خرج نباتها وابيض كلؤها.
(الأرظ، والأرض):
صفحه ۲۰