مدت جولييت يدها قدر المستطاع بينما كانت تحمل بينيلوبي، وحقيبة الحفاضات، وعندما رأت أن آيرين لن تمد يدها بالمصافحة - أو ربما لم تلحظ نية جولييت على فعل ذلك - اكتفت بالابتسام. ولكن آيرين لم ترد لها الابتسامة بأخرى. كانت تقف ساكنة في مكانها مخلفة الانطباع بأنها تريد أن تفر هاربة.
قالت جولييت: «مرحبا.»
ردت آيرين بصوت مسموع بما يكفي، ولكنه خال من أي تعبيرات: «سعيدة لرؤيتك.»
قالت سارة: «آيرين، ملاكنا الطيب.» وتغير وجه آيرين قليلا، فقطبت جبينها وظهر عليها بعض الإحراج.
لم تكن طويلة القامة كجولييت، ولكنها كانت ذات كتفين وفخذين أعرض منها، وذراعين قويتين، وذقن حاد. كان شعرها أسود اللون، يتسم بالكثافة والنعومة، وقد عقصته من الخلف على هيئة ذيل حصان قصير وثقيل، حواجبها سوداء اللون كثيفة تبدو عدوانية، وبشرتها من ذلك النوع الذي يكتسب سمرة بسهولة. وكانت عيناها خضراوين أو زرقاوين لونهما فاتح يثير الدهشة لمخالفته لون بشرتها، يصعب التطلع إليهما طويلا لفرط ما بهما من عمق شديد، ولأنها كانت تحني رأسها قليلا وتدير وجهها جانبا. بدا حرصها شديدا ومتعمدا.
قال سام بابتسامته العريضة المتعمدة: «إنها تقوم بالكثير من الأعمال التي تفوق قدرة الملاك، سأخبر العالم كله أنها تفعل ذلك.»
تذكرت جولييت بالطبع الآن أن الخطابات كان يرد بها ذكر امرأة كانت تأتي للمساعدة بسبب التدهور الشديد في صحة سارة، لكنها اعتقدت أنها أكبر سنا، بالقطع لم تكن آيرين أكبر من جولييت نفسها.
استقلا نفس السيارة البونتياك التي اشتراها سام مستعملة ربما منذ عشر سنوات، وظهرت آثار لونها الأزرق الأصلي في صورة مسحات هنا وهناك، ولكن معظم اللون كان قد بهت، وتحول إلى الرمادي، وكان من السهل رؤية تأثيرات الأملاح المستخدمة في الطريق أثناء الشتاء من خلال بعض الصدأ الذي كسا دواخلها.
قالت سارة وقد تقطعت أنفاسها بعد المسافة القصيرة التي قطعتها سيرا من رصيف المحطة: «الفرس الرمادية العجوز.»
قالت جولييت: «إنها لا تستسلم أبدا.» بدا الإعجاب من حديثها كما هو متوقع. كانت قد نسيت أن هذا هو ما أطلقوه على السيارة من قبل، بالرغم من أن ذلك الاسم كانت هي من فكرت به واختارته.
صفحه نامشخص