وجهان جانبيان يواجه أحدهما الآخر؛ أحدهما لبقرة صغيرة بيضاء اللون يحمل تعبيرا هادئا ولطيفا، والآخر لرجل أخضر الوجه، ليس بصغير أو متقدم في العمر، يبدو عليه أنه موظف صغير، ربما ساعي بريد أو شيء من هذا القبيل؛ فقد كان يرتدي ذلك النوع من القبعات التي يرتديها سعاة البريد. كانت شفتاه باهتتين، ويطل من عينيه بريق لامع، وكانت هناك يد - تقريبا يده - تمتد لتقدم - من الهامش الأسفل للوحة - شجرة صغيرة أو فرعا ضخما مثمرا بالمجوهرات الثمينة.
وفي الهامش الأعلى من اللوحة، ظهرت السحب الداكنة، تظلل تحتها بعض البيوت الصغيرة المائلة، وبجوارها لعبة على هيئة كنيسة تحمل صليبا صغيرا وقد استقرت على السطح المنحني للأرض، وبداخل ذلك الانحناء بدا رجل ضئيل (غير أنه مرسوم بمقياس أكبر من المباني) يسير بثبات وعزم حاملا منجلا فوق كتفه، وبجانبه سيدة رسمت بنفس المقياس، وكان يبدو أنها تنتظره، لكنها كانت معلقة على نحو مقلوب.
كانت اللوحة تتضمن أشياء أخرى؛ فعلى سبيل المثال كانت توجد فتاة تحلب بقرة بجوار البقرة الصغيرة.
قررت جولييت على الفور أن تبتاع تلك اللوحة لوالديها كهدية في عيد الميلاد.
قالت لكريستا، صديقتها التي جاءت معها من ويل باي للقيام ببعض التسوق: «إنها تذكرني بوالدي.» كانا في متجر الهدايا بمعرض فانكوفر للفنون.
ضحكت كريستا قائلة: «الرجل الأخضر والبقرة؟ سيشعران بالإطراء والثناء.»
كانت كريستا لا تأخذ أي أمر من الأمور في البداية على محمل الجد؛ إذ كان لا بد وأن تسخر منها بطريقة ما، ولم تشعر جولييت بالضيق من ذلك، وكانت في شهرها الثالث من الحمل وقد وضعت طفلة بعد ذلك أسمتها بينيلوبي. تخلصت فجأة من الشعور بالغثيان؛ ولهذا السبب - أو لسبب آخر - انتابتها نوبات من المرح الزائد. كانت تفكر في الطعام طوال الوقت، لدرجة أنها لم تكن ترغب في الدخول إلى متجر الهدايا؛ لأنها لمحت أحد المطاعم.
راق لها كل شيء في اللوحة، وبخاصة الشخصيات الصغيرة والأبنية المائلة للسقوط فوقها، والرجل ذي المنجل، والمرأة المتدلية بالمقلوب.
نظرت إلى عنوان اللوحة «أنا والقرية».
كان عنوانا منطقيا بامتياز.
صفحه نامشخص