قالت: «ربما يرجع ذلك إلى أنني وليون لم ننجب أطفالا. إنه غباء ... مشاعر أمومة موجهة في غير موضعها.»
تحدثت صديقتاها في الوقت نفسه، وقالتا شيئا ما بطريقتين مختلفتين، مفاده أنه قد يكون حقا من الغباء، ولكنه الحب على أي حال. •••
ولكن الفتاة، بالنسبة إلى سيلفيا اليوم، لا تشبه كارلا التي كانت تتذكرها سيلفيا في أي شيء؛ فلم تعد تغلب عليها تلك الروح المرحة الهادئة، ولم تعد ذلك الشخص الخالي من الهموم الذي لطالما لازمها في اليونان.
لقد كانت بالكاد تهتم بأمر الهدية، وكان يغلب عليها الحزن والكآبة وهي تمد يدها لتأخذ قدح القهوة.
قالت سيلفيا بحماس: «هناك شيء آخر أعتقد أنك كنت ستهوينه بشدة؛ وهو الماعز؛ فالماعز هناك كانت صغيرة الحجم للغاية حتى في تمام نموها. كان بعضها أبيض اللون والبعض الآخر كان مرقطا، وكانت تقفز حول الصخور كأنها ... كأنها أرواح منتشرة في المكان.» كانت تضحك بطريقة مصطنعة، ولم تستطع أن تمنع نفسها من الضحك. «لم أكن لتصيبني الدهشة إن وجدت أكاليل الزهور حول قرونها. كيف حال نعجتك الصغيرة؟ لقد نسيت اسمها.»
قالت كارلا: «فلورا.» «فلورا.» «لم يعد لها وجود.» «لم يعد لها وجود؟ هل قمت ببيعها؟» «لقد اختفت ولا نعلم مكانها.» «أوه، إنني جد آسفة، ولكن أما من فرصة لعودتها مرة أخرى؟»
لم تجبها. نظرت سيلفيا مباشرة نحو الفتاة، وهو الشيء الذي لم تكن لتستطيع أن تفعله قبل الآن. وقد رأت عينيها مغرقة بالدموع، وتكسو وجهها بعض البقع، بل إنه في الواقع كان متسخا بعض الشيء، وكانت تعتريها موجة من الحزن الشديد.
لم تفعل شيئا لتتفادى نظرات سيلفيا. ضمت شفتيها، وأغلقت عينيها، وأخذت تهتز في مكانها للأمام وإلى الخلف كما لو أنها تصرخ بصوت مكتوم، وفجأة، ولصدمة سيلفيا، راحت تتأوه وتصرخ بالفعل. أخذت تصرخ وتبكي، وتحاول استنشاق الهواء، وسالت الدموع على خديها، وسالت أنفها، وراحت تتلفت حولها بحثا عن شيء تمسح به وجهها. وهبت سيلفيا من مكانها وأحضرت حفنة من المناديل الورقية.
قالت، وهي تعتقد أنه من الأفضل أن تأخذ الفتاة بين ذراعيها: «لا تقلقي، ستكونين بخير، سيكون كل شيء على ما يرام. تفضلي المناديل.» إلا أنها لم يكن لديها أدنى رغبة في أن تفعل ذلك، وقد يزداد الأمر سوءا إثر ذلك؛ فقد تشعر الفتاة بعدم رغبة سيلفيا في احتضانها، أو أنها انزعجت في الواقع بسبب ذلك الانفعال الصاخب.
وقالت كارلا شيئا، وأخذت تقوله مرارا.
صفحه نامشخص