125

قال حينما كانت تتخذ مقعدها في السيارة: «سأنطلق الآن، وبلغيهم اعتذاري.»

إلى جريتشن؟ بل إلى ميفيس.

هبطت السيدة ترافرس من الشرفة، يلفها ذلك الحماس المبهم الذي بدا طبيعيا، والذي لا تستطيع كبح جماحه في ذلك اليوم. وضعت يدها على باب السيارة.

قالت: «هذا شيء جيد. جيد تماما جريس. لقد أرسلك الله اليوم. ستحاولين أن تبعديه عن الشراب اليوم، أليس كذلك؟ تعرفين كيف تفعلين ذلك.»

سمعت جريس هذه الكلمات، لكنها لم تعرها أي تفكير؛ فقد كانت تشعر بالحيرة الشديدة إزاء ذلك التغير الذي طرأ على السيدة ترافرس، وما بدا وكأنه زيادة في حجمها، تيبس في جميع حركاتها، بل نوبة محمومة من التعاطف، سعادة غامرة تنهال من عينيها. وقد بدت على جانبي فمها طبقة رقيقة كحبات السكر. •••

كان المستشفى يقع في كارلتون على بعد نحو ثلاثة أميال. كان هناك طريق سريع يقطع طريق السكة الحديدية، وقد قطعوا ذلك الطريق بسرعة شديدة شعرت معها كريس بأن السيارة في أعلى سرعتها قد ارتفعت عن سطح الطريق الممهد، وكأنما يحلقان بها. لم يكن هناك أي إشارات للمرور، ولم تكن خائفة، وعلى أي حال لم يكن في وسعها أن تفعل أي شيء حيال ذلك. •••

كان نيل يعرف الممرضة المناوبة في قسم الطوارئ، وبعد أن قام بملء استمارة الدخول وجعلها تلقي نظرة على قدم جريس (وقد قالت دون اهتمام: «عمل جيد»)، تمكن بعدها من أن يعطي حقنة التيتانوس لجريس بنفسه: «إنها لن تؤلمك الآن، ولكن ربما فيما بعد.» وبمجرد أن انتهى، عادت الممرضة إلى غرفة التغيير وقالت: «هناك شاب في غرفة الانتظار لكي يصحبها إلى المنزل.»

ثم وجهت حديثها لجريس قائلة: «إنه يقول إنه خطيبك.»

قال نيل: «أخبريه أنها لم تنته بعد، بل أخبريه أننا قد ذهبنا بالفعل.» «لكني أخبرته بأنكم موجودون بالفعل.»

قال نيل: «لكنك عندما رجعت اكتشفت أننا ذهبنا.» «لكنه يقول إنه أخوك، ألن يشاهد سيارتك في المرأب؟» «لقد أوقفت السيارة بالخلف؛ في المرأب الخاص بالأطباء.»

صفحه نامشخص