حروب دولة الرسول (الجزء الأول)
حروب دولة الرسول (الجزء الأول)
ژانرها
هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها.
12
وهو التعبير الأمثل عن القوم الواردة أسماؤهم، فهم من قريش القلب والرءوس والأشراف والسادة، هم الملأ والأرستقراطية.
ويرتحل المسلمون إلى «عرق الظبية»، وهناك «لقوا رجلا من الأعراب فسألوه عن الناس، فلم يجدوا عنده خبرا، فقال له الناس: سلم على رسول الله. قال: أوفيكم رسول الله؟!
قالوا: نعم.
قال: لئن كنت رسول الله، فأخبرني عما في بطن ناقتي تلك؟
فقال له سلمة بن سلامة: لا تسأل رسول الله، وأقبل علي فأنا أخبرك عن ذلك، نزوت عليها ففي بطنها منك سخلة.
فقال رسول الله: مه، أفحشت على الرجل.»
13
هكذا كان القائد الإنسان، يخطط كما يخطط البشر، ويتقصى الأخبار كما يتقصى البشر، ويرسل الجواسيس والعيون ليأخذ الأخبار عن عدوه، ثم وهو بسبيل ذلك يتعرض لسخرية بدوي أحمق يؤذيه بقارص الكلم، فلا يرد عليه الإيذاء بإيذاء، إنما يلوم صاحبه على فحش قوله للرجل، تحوطا لخبر قد يحمله البدوي المرتحل لأعدائه. أما السماء، فكانت أمرا أكثر منها خبرا، حيث كان الوحي يتحول بالأمر من الصبر الجميل، والدفاع الهادئ، إلى الهجوم والقتال بعد أن أتى الله بأمره:
صفحه نامشخص