آزادی انسانی و علم: مسئله فلسفی
الحرية الإنسانية والعلم: مشكلة فلسفية
ژانرها
فتتفاقم هلامية الحرية.
وتبدو المشكلة فضفاضة حتى أمام أعاظم العقول المعنية بنظريات الحرية وتاريخها، فأمامنا على سبيل المثال أشعيا برلين وهو من أرصن الفلاسفة المعاصرين الذين اهتموا بمشكلة الحرية اهتماما جادا شاملا، كما يوضح كتابه الثري «أربع مقالات في الحرية»، ثم كتاب «فكرة الحرية» الذي صدر على شرف برلين لمجموعة من الباحثين كمناقشة لكتابه المذكور، في هذين الكتابين - وفي سواهما - نجد الحرية تعني كل هذا وأكثر ، وما الحدود بينها إلا من فيض الكريم، فلا غرو أن يأتينا برلين بكل منهجية وشمولية نظرته وأيضا جذريتها ليعلن في نبرة اليائس أنه: «لن يناقش أكثر من مائتي تعريف للحرية.»
4
هكذا بدت الصورة الفلسفية العامة لمشكلة الحرية عند برلين وعند سواه، في الفكر العربي نجد مثلا المفكر المغربي محمد عزيز الحبابي يعلن في كتابه «من الحريات إلى التحرر» الذي يبحث مناحي شتى من قضايا الحرية، أن الحل الوحيد لهذا المأزق هو الحديث عن حريات لا عن حرية.
وليس يجدي المدخل العلمي في تحديد مقولة الحرية المطروحة للبحث، ففي مقال لا يتجاوز خمسا وثلاثين صفحة، يناقش الدكتور فؤاد زكريا علاقة العلم بكل هذا الحريات وغيرها.
5 ••• (2أ) «فهل يجدي التحليل الإيتمولوجي؟»
6
في اللغة الإنجليزية يحمل معنى الحرية لفظان
Freedom, Liberty
تسري عليهما عادة القواميس بشأن المترادفات: تشرح الأولى بالثانية حتى إذا عدنا إلى الثانية وجدناها مشروحة بالأولى (هذه ملاحظة عامة طريفة، وردت على ما أذكر في مسرحية تنيسي وليامز «صيف ودخان» التي قرأتها منذ سنوات عديدة خلت).
صفحه نامشخص