آزادی انسانی و علم: مسئله فلسفی
الحرية الإنسانية والعلم: مشكلة فلسفية
ژانرها
Undetermined
فإنها تندفع قليلا عن مسارها، مما يجعلها تغير اتجاهها، وهذا الميل أو التغيير في الاتجاه يسبب تصادما مع ذرات أخرى، فيتغير اتجاهها لهذا التصادم، والمحصلة الفورية هي اضطراب حركة الذرات في كل مكان، فينشأ عن هذا اتحادها في مركبات وتكوين العالم الفيزيقي المحسوس.
هكذا حل المبدأ المشكلة الفيزيائية، ولكن كيف حل مشكلة أو معضل الحرية؟ لقد حلها كالآتي: العقل مرتكز في الصدر على شكل مجموع الذرات اللطيفة
Fine atoms
التي تكونه، ومثلها تلك التي تنتشر خلال الجسم مكونة المبدأ الحيوي (نلاحظ الجمع بين مبدأي الروح الإغريقية).
23
ومجموع الذرات اللطيفة (الذهن) يوجهه الخيال إلى الحركة، سواء أتى هذا التخيل من أشياء خارجية أو أثاره توقع في الذهن ذاته، ولنفترض أنني في هذه اللحظة قد أتت أمام ذهني صورة لنفسي سائرا، فطالما أن ذرات الذهن نفسها قد أثيرت فسوف يتحرك المبدأ الحيوي وستتحرك ذرات الجسد بدورها؛ وبالتالي أسير، ولكن قبل أن يحدث كل هذا ثمة عملية أخرى لا بد وأن تحتل مكانها، إنها عملية الاختيار الإرادي الحر، فصورة السير في حد ذاتها لا تحرك الذرات حتى أسير، فقد أقبلها وقد أرفضها فأقرر أن أسير أو لا أسير، فكيف نفسر عملية الاختيار الحر هذه بخطوط مادية بحتة؟ يجيب أبيقور عن طريق انحراف الذرات اللطيفة التي تكون الذهن، والحركة العرضية اللاحتمية للذرات المفردة في الخلاء هي التركيب الواعي للذهن، والذي يترجم إلى فعل إرادي مقصود.
24
ولنلاحظ أن الانحراف الذري حركة تلقائية محض ميكانيكية، يمكن أن تقوم به أية ذرة في أي مكان، وفي أية لحظة؛ لذلك ففي مجموع
Aggregate
صفحه نامشخص