الحلة السیراء

ابن الابار d. 658 AH
190

الحلة السیراء

الحلة السيراء

پژوهشگر

الدكتور حسين مؤنس

ناشر

دار المعارف

شماره نسخه

الثانية

سال انتشار

١٩٨٥م

محل انتشار

القاهرة

وَملك بنى مدرار بسجلماسة بعد مائَة سنة وَسِتِّينَ سنة وَملك بني رستم بتاهرت عَن مائَة وَثَلَاثِينَ سنة وَكَثُرت السعايات بِأبي عبد الله الشيعي وَهُوَ الَّذِي مهد لملك عبيد الله وَشد سُلْطَانه مجالدًا ومجادلًا فَقتله وأخاه أَبَا الْعَبَّاس يَوْم الثُّلَاثَاء مستهل ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَتِسْعين وَأمر بدفنهما فِي بُسْتَان الْقصر ثمَّ ابْتَدَأَ بِنَاء المهدية يَوْم السبت لخمس خلون من ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وثلثمائة وارتاد موَاضعهَا وَقصد التحصين بهَا على أهل بَيته لما كَانُوا يتحدثون بِهِ من ظُهُور أَبى يزِيد الْخَارِج عَلَيْهِم وعيثه فِي ملكهم فَكَانَ ذَلِك وَفِي بنائها يَقُول بعض شعراء إفريقية (خطت بأرجاء المغارب دَار ... دَانَتْ لَهَا الْأَمْصَار والأقطار) (لانت بِبرد المَاء لما أيقنت ... أَن الْقُلُوب على الْحُسَيْن حرار) وَكَانَ انْتِقَال عبيد الله إِلَيْهَا فِي شَوَّال سنة ثَمَان وثلاثمائة بعد أَن ملك إفريقية وأعمال الْمغرب وطرابلس وبرقة وصقلية وسير ولى عَهده أَبَا الْقَاسِم إِلَى مصر دفعتين الأولى فِي سنة إِحْدَى وثلاثمائة فَملك الْإسْكَنْدَريَّة والفيوم وجبى خراجهما وخراج بعض أَعمال الصَّعِيد وَعَاد إِلَى الْمغرب فِي سنة اثْنَتَيْنِ وثلاثمائة وَالثَّانيَِة سنة سِتّ وثلاثمائة فَملك الْإسْكَنْدَريَّة أَيْضا وَلم يزل سُلْطَانه يتمهد وظهوره يتزيد إِلَى أَن توفّي منتصف شهر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وثلاثمائة فَكَانَت ولَايَته مُنْذُ وصل إِلَى رقادة وبويع بهَا إِلَى يَوْم وَفَاته أَرْبعا وَعشْرين سنة وشهرًا وَعشْرين يَوْمًا وَقيل كَانَت خِلَافَته من يَوْم ظُهُوره بسجلماسة فِي أول ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَتِسْعين

1 / 192