ليعلم كل فرقة منهم بلسانها ، ورسم لهم تمدين المدن ، وجمع له طالبي العلم بكل مدينة فعرفهم السياسة المدنية ، وقررها لهم قواعدها ، فبنت كل فرقة من الامم مدنا في ارضها.
وكانت عدة المدن التي انشئت في زمانه مائة مدينة وثماني وثمانين مدينة ، وعلمهم العلوم.
وكان ادريس عليه السلام اول من اسس المدن.
واول من استخرج الحكمة وعلم النجوم ، فان الله عز وجل افهمه سر ذلك وتركيبه ، وافهمه عدد السنين والحساب.
واقام للامم سننا في كل اقليم تليق كل سنة باهلها.
وقسم الارض الى اربعة ارباع ، وجعل على كل ربع ملكا يسوس امر المعمورة من ذلك الربع.
ويظهر من هذا ان النبي ادريس عليه السلام هو اول من ساق العالم الانساني الى ساحة التفكر الاستدلالي والامعان في البحث عن المعارف الالهية.
وفاته عليه السلام :
ورد في بعض الروايات في معنى قوله تعالى في ادريس النبي عليه السلام : « ورفعناه مكانا عليا » هو :
ان الله عز وجل غضب على ملك من الملائكة فقطع جناحه والقاه في جزيرة من جزائر البحر ، فبقي هناك ما شاء الله. فلما بعث الله ادريس جاءه ذلك الملك وسأله ان يدعو الله ان يرضى عنه ويرد اليه جناحه ، فدعا له ادريس فرد الله جناحه اليه ورضى عنه.
قال الملك لادريس : الك حاجة؟ قال : نعم احب ان ترفعني الى السماء
صفحه ۶۴