192

قيل للعبد الصالح لقمان : اي الناس افضل :

قال : المؤمن الغني ، قيل الغني من المال؟ قال : لا ، ولكن الغني من العلم الذي ان احتيج اليه انتفع بعلمه ، فان استغنى عنه اكتفى.

وقيل : فاي الناس اشر؟ قال : الذي لا يبالي ان يراه الناس مسيئا (1).

يا بني : لا تخاصم في علم الله ، فان علم الله لا يدرك ولا يحصى.

يا بني : احسن الى من اساء اليك ، ولا تكثر من الدنيا فانك في غفلة منها ، وانظر الى ما تصير منها.

الخوف من الله :

يا بني : خف الله عز وجل خوفا لو اتيت القيامة ببر الثقلين خفت ان يعذبك.

وارج الله رجاء لو وافيت القيامة باثم الثقلين رجوت ان يغفر الله لك.

فقال له ابنه : يا ابت كيف اطيق هذا وانما لي قلب واحد؟ فقال له لقمان:

يا بني : لو استخرج قلب المؤمن يوجد فيه نوران نور للخوف ونور للرجاء ، لو وزنا لما رجح احدهما على الآخر بمثقال ذرة ، فمن يؤمن بالله يصدق ما قال الله عز وجل ، ومن يصدق ما قال الله يفعل ما امره الله ، ومن يفعل ما امره الله لم يصدق ما قال الله ، فان هذه الاخلاق يشهد بعضها لبعض.

فمن يؤمن بالله ايمانا صادقا يعمل لله خالصا ناصحا ، ومن يعمل خالصا ناصحا فقد آمن بالله صادقا. ومن اطاع الله خافه ، ومن خافه فقد احبه ، ومن احبه فقد اتبع امره ، ومن اتبع امره استوجب جنته ومرضاته ، ومن لم يتبع

صفحه ۲۰۷