هوکر محتال آمریکایی عزیز
هوكر المحتال الأمريكي العظيم: شخصان في واحد
ژانرها
فقال: أي آثام يا سيدتي؟ - آثام النصب المتعددة: 50 ألف ريال، ثم 11 ألف ريال مني، دبوس ألماس من أفلن، عشرة آلاف ريال من بكاروف. - إذا لم تسمحي لي يا سيدتي أن أحكي قصتي، فلا تحسني الظن بي، وفي هذه الحالة يجب عليك أن توعزي إلى البوليس أن يقبض علي. - وتعني أنه إذا قبض عليك تثبت براءتك؟ - قد لا أستطيع أن أثبتها لدى القضاء، ولكني أثبتها لدى أرقاء القلوب، وأنت قد قرأت رواية التعساء لفيكتور هيغو، ورأيت فيها جان فلجان أطيب البشر، وفي الوقت نفسه كان يقاسي اضطهاد الشريعة له. - كأنك تقول أنك كنت فيما فعلت من الآثام تنوي خيرا؟ - متى سمعت قصتي تعذرينني. - قلت كثيرا: «لعل له عذرا ونحن نلوم.» ولكن تكرار الجريمة يغير الظن، ويقسي القلوب العاذرة. - ولكن القلوب المحبة لا تتغير ودليلها لا يضل، فأنت قد ظننت في حسنا فلا تغيري ظنك. - خرجت من عندي لكي تطلق زوجتك ولكي تدفع لمستر أفلن ثمن الدبوس، ثم تعود إلي بالدبوس، ونذهب معا لنأخذ أذنا من الحكومة بالزواج، فماذا فعلت من ذلك؟ - نعم، خرجت من عندك على هذه النية ولم أغير نيتي، ذهبت إلى منزلي. - أين منزلك؟ - كنت أسكن في رقم 16 غربا من شارع 116. - ولكن أنت قلت لي إنك ساكن في رقم 28 غربا من شارع 110. - لم أقل لك ذلك تماما يا سيدتي.
فعبست إيفا في وجهه، وقالت: لا تكذب، تذكر حين سألتك عن عنوان زوجتك؟ - نعم، أتذكر جيدا أني قلت لك ذلك. - إذن ما معنى هذا التناقض؟! - لا تناقض يا سيدتي، فأنا كنت أسكن في رقم 16 غربا من شارع 116، وزوجتي سكنت نهارين وليلة في رقم 28 غربا من شارع 110. - لا أفهم ذلك. - ومن سوء حظي أني كنت أذوق مرارة العيش من امرأتي وأنت لا تعلمين، في ذلك النهار الذي التقينا في مسائه في الهيبودروم، وأخذنا الشاي في مطعم الهيبودروم معا، وقطعنا عهد الحب النهائي الذي لا ينفصم. في ذلك النهار نفسه خاصمتني زوجتي خصاما شديدا لأجلك إذ تأكدت أني أحبك، ثم تركتني ومضت وسكنت وحدها وتهددتني بمصائب كثيرة. - لم تقل لي ذلك يا جاك حينئذ. - ليس من خلقي يا سيدتي أن أمننك بما أقاسيه بسببك، ثم ذهبت إليها ورجوتها أن تعود في ذلك النهار فلم تعد؛ لأنها كانت غاضبة شديد الغضب، وأنا أحاول أن أكتم خصامنا، وفي ذلك المساء ذهبت إلى الهبودروم لكي أراك فأنسى همومي وكانت نتيجة لقائنا سعادة لي.
فتنهدت إيفا، وقالت: تزعم أنك لم تكن تغشني حينئذ، ولكن بعدئذ خدعك الشيطان، فاتفقت وزوجتك على أن تنصبا علي. - معاذ الله أن أفتكر كذلك يا إيفا! وهل أضمن لنفسي سعادة أعظم من سعادة حبك لي؟! ولكن زوجتي نصبت عليك وعلي معا. - كيف ذلك؟! - لما استدعيتها بخطاب منك وأقنعتها أن تتفق معي على طلاقنا؛ لأني لا أحبها بل أحبك وحدك وأغريتها بالمال قطعت كل أمل من حبي لها، وتحول حبها لي إلى غيرة قتالة، ثم تحولت الغيرة إلى بغض شديد وحب الانتقام، وأضمرت الشر لي ولك، واتفق أنه لما خاطبك أفلن بالتليفون كانت عندك وكنت غائبة من المنزل، فقامت مقامك ومثلت دورك لا لمطمع معين، بل لتقف على شيء من أسرارك؛ ففهمت مسألة الدبوس، وكانت عالمة بطرف منها قبلا حين كنت أسعى بينك وبين أفلن لكي أبيعه لك لأول عهد معرفتنا.
فقاطعته إيفا قائلة: ولكن لماذا يخاطبني أفلن تلفونيا بأمر الدبوس، إذا كنت أنت تساومه عليه لكي تشتريه لنفسك؟! - أتظنين أني أقدر أن أشتري الدبوس لنفسي، من أين لي العشرة آلاف ريال؟! لذلك رأيت أن أدعي أن آخذ الدبوس إليك لكي أريك إياه، وقدرت أنك تدفعين ثمنه متى عرفت أني أود أن أشتريه لك وليس معي ثمنه - كما تعلمين - وقد صح ظني. والحق أقول لك: إني لم أعلم أن أفلن خاطبك تلفونيا إلا من قراءة الجرائد.
فقالت إيفا مستغربة: عجيب! وماذا كان قصد زوجتك أن تجاوب عني؟ - قصدت أن تعلم شيئا من أسرارك لعلها تنتفع به. - ثم ماذا حدث بعد ذلك؟ - بعد أن أخذت الدبوس من أفلن ذهبت إلى البيت على نية أن أستدعي زوجتي؛ لكي أفاوضها بأمر طلاقنا ما دامت لا تريد أن تساكنني، ومن الغريب أني وجدتها هناك عائدة من عندك، فباحثتها في الأمر، فبكت ونحبت، وأنا لا أدري أن كل ذلك البكاء مكر وخبث، فرق لها قلبي، وأخيرا - بعد جدال طويل - اتفقنا على الطلاق في اليوم التالي، ولما عدت في السهرة من عندك كانت لا تزال في المنزل يقظة، فعادت تتوسل إلي أن أتركك وأحبها ونعدل عن الطلاق، وكنت أبذل الجهد في إقناعها به؛ إذ لم يبق فيه مصلحة لأحدنا ما دام قلب أحدنا معلقا في مكان آخر. وأخيرا، اقتنعت، وفي صباح اليوم لم أنهض من سريري حتى الساعة الحادية عشرة، فوجدت نفسي مخبولا، وكأني كنت مريضا مدة عام، ثم التفت حولي فوجدت زجاجة كلوروفورم مفتوحة وفارغة، فأدركت أني كنت مبنجا كل الليل، فنهضت إلى غرفة زوجتي فما وجدتها، فعدت إلى غرفتي وفحصت جيوبي، فوجدت بدل الدبوس الألماسي والتحويل الذي أخذته منك هذه الورقة.
وعند ذلك دفع هوكر ورقة لمس إيفا كروس فقرأتها كما يأتي:
عزيزي جاك، أنت تحب مس إيفا كروس وهي تحبك، وأنت وهي اختلستما سعادتي، فلا أطيق أن أدعكما تتمتعان بها وأنا يئسة تعسة، فاستعد بعد الآن لاحتمال نقمتي.
مسز هوكر
وبعد أن انتهت إيفا من قراءة الورقة التفتت في وجه هوكر فوجدت مقلتيه مغرورقتين في الدموع.
فقالت: مسكين جاك! ثم ماذا فعلت؟
صفحه نامشخص