لا إله إلا الله الحمد لله الذي لا يوصف بالفعل في الأزل وإلا لزم تعدد القديم، وإن وصف تؤول بأنه سيفعل، وأنه علم أن سيفعل، أو قدر أن يفعل بعد الأزل، فلا يقال: تكلم في الأزل إلا على معنى أن سيخلق الكلام. ولا يقال: رزق في الأزل بالبناء للفاعل إلا على معنى أن سيخلق الرزق والمرزوق وهكذا ... أو على معنى قضى في الأزل ذلك أو نحوه. ولا أول لقضائه ولا لصفاته الذاتية ومنها التكلم إذا كان بمعنى نفي الخرس، ومنها القضاء وبيان معنى لزوم التعدد حاشاه أنك إذا قلت خلق في الأزل بالبناء للفاعل فقد نفيت عنه الأزل وأثبت الأزمنة قديمة لا مبدأ لها تعالى الله عنها، ومخلوقاته لا أول لها بأن يكون لا أول لمبدأ خلقه يخلق خلقا فيبقى أو يبقي ويخلق آخر وهكذا بلا مبدأ واعتقاد هذا حرام، وإجازته حرام. والأزل فعل الخلق وأنت في ذلك لم تجعل للخلق قبلا بل جعلت كل خلق منه مسبوقا بخلق على التسلسل.
لا إله إلا الله الحمد لله الذي رضاه خلقه للسعيد ثوابا من الجنة خلقا مضى أو آتيا أوامره بكتابته سعيدا أو ثناؤه عليه إلى الملائكة أو أمره بما فعل السعيد وسعد به، فهو فعل، أو علمه بسعادته فهو صفة. وأما السخط فعكسه وهكذا الغضب.
لا إله إلا الله الحمد لله الذي يوصف بالإرادة والمشيئة وهما صفتان. والحب بمعنى الأمر بالشيء وهو فعل. ولا يوصف بالفرح والسرور لأنهما حادثان عن خفة تعتري من يتصف بهما والله جل جلاله لا يكون محلا لحادث. وكذا الهم والحزن لا يوصف بهما والأربعة إنما هي عن عجز واحتياج والله لا يعجز ولا يحتاج ولا يستكمل.
صفحه ۴