حجة على تارک المحجة
الحجة على تارك المحجة (وهو شرح عقيدة الإمام الحافظ محمد بن طاهر المقدسي)
ژانرها
85 - وأثبت من بعد الخلافة بيعة ... لخال جميع المؤمنين الذي خبر
86 - معاوية المنعوت بالحلم والسخا ... أمين رسول الله للوحي والزبر
87 - بإجماع أهل الحل والعقد منهم ... فلست بقوال بقول الذي نفر
اعلم أن معاوية خال المؤمنين، #696##697# وكاتب الوحي المبين، المنزل من عند رب العالمين، على رسوله محمد الأمين، صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
روى عنه جماعة من الصحابة، توفي سنة ستين من الهجرة في رجب.
اعلم -أحسن الله لنا ولك- أن الاعتماد في خلافته رضي الله عنه على ما فعله الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ لأنه كان أكبر #698# أولاد علي، وأجمع أصحاب أبيه عليه بعده، فسار إلى معاوية بالجيوش، فلما نظر في عاقبة الأمر وما يؤول إليه خلع نفسه وسلم الأمر إلى معاوية وبايع له، فصار ذلك إجماعا صحيحا من غير تأويل ولا قتال، وكان هذا الفعل من الحسن رضي الله عنه أحد ما استدل به المسلمون على صحة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم؛ لأنه أخبر عما يكون فكان كما قال، وذلك قوله صلى الله عليه وسلم: ((إن ابني هذا سيد، وعسى الله تعالى أن يصلح به بين فئتين من المسلمين)).
ثم إن فضائل معاوية ومناقبه مجموعة عند أهل العلم في أجزاء، إلا أنا أوردنا هاهنا ما تقوم به الحجة على المخالف، ولما ظهر اليوم من الخلاف بين العوام في ذلك، والله يعصمنا من الخطأ والزلل بمنه ورأفته.
صفحه ۶۹۵