فقال محتجا: لا أوافق على طريقتك في التفكير. - الحق أني لا أريد أن أحملك فوق ما تستطيع.
وكان قلبه ينقبض حيال العواقب المتوقعة، ولكنه قال: هذا شأني أنا.
فقالت وهي تخفض رأسها : أنت في حل من ...
فقاطعها بحزم: عليات! ما هذا الهراء!
استجمع إرادته ليسحق تردده. غاص قلبه في هاوية. سخر من مخاوفه واحتقرها.
قذف بنفسه في تصميم صلب. قال: لن أتخلى عنك.
34
لأول مرة تغرق الحجرة في كآبة شاملة. وكان حسني حجازي وعليات يجلسان متقابلين ومتقاربين يتبادلان نظرات جافة باردة كنظرات أصنام الآلهة والحيوانات فوق الأرفف. ولأول مرة تتخلى عن الرجل روح الدعابة والشمول، فتطحنه أشياء مجهولة تطبق على الحجرة من عالم مجهول. قال لها: سألت عنك في كل مكان.
فقالت بنبرات ميتة: كنت قادمة بنفسي على أي حال.
نفذت إجابتها إلى أعماق روحه، فقال بقلق: دائما في خدمتك. - نصحت أن أوكل الأستاذ حسن حمودة المحامي.
صفحه نامشخص