فقالت بجرأة: أعترف بأني سعدت بذلك.
فتورد وجهه، وقال وهو يقوم: أنا ذاهب إلى دورة المياه.
وذهب مسرعا، وعاد وقد غسل وجهه ومشط شعره فسألته ضاحكة: ماذا فعلت؟ - لعنت زماننا! - ولكنك نجم! - الفن مهرب كالهجرة التي أصبحت موضة هذه الأيام. - لا أحب الفلسفة.
فقال بمرارة: أنا معفى من التجنيد، ولكن لم لا أتطوع مع الفدائيين؟
فقالت بسخرية: الفنان جندي أيضا.
فقال بنفس المرارة: الحق أني كفرت بكل شيء. - ولكنك ترغب في الزواج! - ماذا تتوقعين عندما يتمخض الجبل عن فأر؟
فصفرت برشاقة، ثم سألته: متى نرجع إلى القاهرة في تقديرك؟ - حوالي الفجر.
فقالت ضاحكة: إني أدعوك إلى السحور.
فتورد وجهه وقال: لك رجلان، ألا يقنعك ذلك؟ - أحدهما يقوم بالرعاية والآخر بالأستاذية، فمن لقلبي الخالي مثل هذه المدينة؟
وقاما ليغادرا المكان، فقال: أنا رجل في حكم المتزوج.
صفحه نامشخص