فقطب جبينه وهو ينظر للطفلة ويميل الزجاجة لأعلى في فمها.
وقال: «أوشكت على الانتهاء. حسنا، كما تشائين.»
قالت كاث: «أحتاج فقط للذهاب إلى دورة المياه.» وهناك، مثلما توقعت أن يكون الحال في منزل مونيكا، كان هناك الكثير من المناديل الورقية. فتحت صنبور الماء الساخن، وأخذت تبلل المناديل وتدعك بها وجهها مرارا وتكرارا، مع التخلص بين الحين والآخر من لفائف المناديل الورقية الملطخة باللونين الأسود والأرجواني في المرحاض.
4
في منتصف الكأس الثانية، وبينما تحدث كنت عن الأسعار الصاعقة، بل والفادحة، للعقارات في هذه الأيام في غرب فانكوفر، قالت له سونيه: «إن لدي نظرية في هذا الشأن.»
قال كنت: «تلك المنازل التي اعتدنا العيش فيها، لقد بيعت من زمن طويل بسعر زهيد مقارنة بالأسعار الآن. لا أعلم كم من المال يمكن الحصول عليه في مقابلها الآن؛ مقابل العقار نفسه، لكي يتم هدمه وبناء مبنى كبير مكانه.»
ترى ماذا كانت نظريتها؟ هل كانت عن أسعار العقارات؟
كلا، لقد كانت عن كوتر. فكانت تعتقد أنه لم يمت.
قالت: «ظننته مات في البداية، ولم يخطر ببالي قط الشك في موته. ولكن فجأة استيقظت من حالة اللاوعي التي انتابتني؛ فليس من الضروري أن يكون الخبر صحيحا. ليس ضروريا على الإطلاق.»
قالت: «فلننظر إلى الظروف المحيطة بوفاته.» فقد راسلها طبيب من جاكارتا - قال من راسلها إنه طبيب - ليخبرها في خطابه أن كوتر توفي، وذكر سبب وفاته مستخدما المصطلح الطبي للحالة؛ لكنها لا تستطيع تذكره الآن. كان مرضا معديا على أي حال. لكن أنى لها أن تعرف إن كان هذا الرجل طبيبا بحق؟ حتى وإن سلمت جدلا بأنه طبيب، فكيف لها أن تعرف إن كان يصدقها القول؟ لم يكن من الصعب على كوتر التعرف على أحد الأطباء، ومصادقته؛ فكان كوتر يصادق كافة صنوف البشر. «أو ربما يكون قد دفع له مالا أيضا؛ فهذا احتمال ليس بالمستبعد.»
صفحه نامشخص