بحلول ذلك الوقت، كنا قد وصلنا إلى الأداة الأكثر سمكا. دفعت مادلين رأسها بعنف إلى الخلف على الوسادة المسطحة، وبسطت عنقها الطويل، ومطت شفتيها من الألم وزمتهما على أسنانها.
قلت لها: «فكري في فيلمك المفضل. ما فيلمك المفضل؟»
سبق أن سألتني إحدى الممرضات هذا السؤال عند وصولي إلى مرحلة بشعة من الألم ظننتها ستلازمني. شعرت في تلك اللحظات أنني لن أنال الراحة أبدا. كيف يمكن أن يكون للأفلام وجود في العالم بعد هذه اللحظات؟ والآن، أقول نفس الشيء لمادلين التي نظرت إلي نظرة خاطفة بتعبير ذاهل لا مبال لشخص يرى أن الإنسان لا يزيد نفعا عن ساعة متعطلة.
جازفت برفع إحدى يدي من على ركبتها، ولمست يدها. وأدهشني مدى السرعة والقوة الذي أمسكت به يدي، وسحقت أصابعي معا، وأخيرا صرت ذات نفع.
همست من بين أسنانها: «قولي شيئا ... ألقي ... على مسامعي.»
قال أبي: «لقد أوشكنا على الانتهاء.»
ألقي على مسامعي.
ماذا كان يفترض مني أن ألقي على مسامعها؟ أغنية «هيكوري ديكوري دوك»؟
ما ورد على ذهني في تلك اللحظة الأغنية التي اعتدت أنت ترديدها؛ «أغنية إينجس المتجول». «ذهبت إلى شجرة البندق؛ لأن نارا اشتعلت في رأسي ...»
لم أتذكر ما تلا ذلك من أبيات، ولم أستطع التفكير، ثم تذكرت المقطع الأخير بأكمله:
صفحه نامشخص