يترنح مخمورا في الوحل
أخذ يهزه من جنب إلى جنب
آلمه كثيرا من الضرب ...
إذا ما قررت أن أبعث بكل هذا إليك، فما الوجهة التي أرسل إليها؟ عندما أفكر في كتابة العنوان كاملا على مظروف الخطاب، أعجز ولا أفعل شيئا. كم هو مؤلم أن أفكر أنك موجود في ذات المكان وحياتك تسير بشكل طبيعي بدوني! والأسوأ أن أفكر أنك غير موجود وأنك في مكان آخر أجهله! •••
عزيزي آر، عزيزي روبين، كيف تظن أنني لم أعرف؟ لقد كان الأمر واضحا أمامي طوال الوقت. لو التحقت بالمدرسة هنا، لعرفت بلا شك. لو كان لدي أصدقاء، لأخبرتني قطعا إحدى الفتيات الأكبر مني سنا في المدرسة الثانوية.
رغم ذلك، كان لدي سعة من الوقت خلال العطلات، ولو لم أكن منغلقة إلى هذه الدرجة على نفسي أتسكع في طرقات البلدة أؤلف الأناشيد، لخمنت الأمر بنفسي. والآن حين أفكر في الأمر، أدرك أن بعض هؤلاء المريضات المسائيات؛ هؤلاء السيدات، كن يأتين على متن قطار. لقد ربطت بينهن وملابسهن الجميلة بالقطار المسائي. كان هناك قطار يغادر في ساعة متأخرة من الليل لا بد أنهن كن يغادرن فيه. وبالطبع، كان من السهل عليهن أن يأتين بسيارة تقلهن حتى نهاية زقاقنا.
علمت - من السيدة بي، على ما أظن، وليس منه - أنهن كن يأتين لأبي ليحصلن على حقن الفيتامينات. عرفت هذا لأنني كنت كلما سمعت صوت امرأة تصيح أفكر أنها الآن تأخذ الحقنة، وكنت أندهش قليلا من أن هؤلاء النساء الراقيات الرزينات غير قادرات على تحمل وخزات الإبر.
وحتى الآن، استغرق الأمر مني أسابيع عديدة كي أعتاد النظام الذي تسير به الأمور في هذا البيت، إلى درجة أنني صرت لا أجرؤ على أن ألتقط فرشاة دهان، وأتردد قبل أن أعدل وضع درج غير مستو أو أتخلص من إيصال مشتريات بقالة قديم دون أن أستأذن السيدة بي (التي لا تستطيع أبدا أن تقرر ما تفعل)، إلى درجة أنني توقفت عن محاولة إقناعهما بأن يقبلا القهوة المغلية (إنهما يفضلان القهوة سريعة التحضير؛ لأن لها نفس المذاق).
اليوم، الأحد، على طاولة الغداء وضع أبي شيكا بجانب طبقي. السيدة باري لا توجد هنا أبدا أيام الآحاد. نتناول في هذا اليوم غداء باردا أعده بنفسي من شرائح اللحم والخبز والطماطم والمخللات والجبن، وذلك عندما يعود أبي من الكنيسة. لم يطلب مني قط الذهاب معه إلى الكنيسة، لعله يظن أنه إذا طلب مني ذلك، فسيتيح لي بذلك فرصة الإعراب عن بعض الآراء التي لا يهتم بسماعها.
كان الشيك بمبلغ خمسة آلاف دولار.
صفحه نامشخص