قال ذو اللحية الرمادية: «دعه وشأنه.» «إنني أسأله فحسب إن كان يستطيع أن يعزف أي لحن، ما المشكلة في ذلك؟» «دعه وشأنه.»
قالت إيف: «لن أستطيع أن أمضي بسيارتي إلا بعد أن يحرك أحد السيارة الأخرى.»
ظنت إيف أن رائحة مني تنبعث من هذه الغرفة.
كان فيليب صامتا لم يبارح جانبها.
قالت وهي تستدير متوقعة أن تجد الرجل الصغير البنية خلفها: «أرجو أن تحرك ...» لم تكمل الجملة حين رأت أنه ليس موجودا، لم يكن في الحجرة على الإطلاق، لقد خرج ولا تعرف متى فعل هذا. ماذا لو كان قد أغلق رتاج الباب ؟
أمسكت بمقبض الباب وأدارته، فانفتح الباب بصعوبة وشعرت بحركة سريعة على الجانب الآخر منه؛ كان الرجل الصغير البنية جالسا القرفصاء يتنصت.
مضت إيف - دون أن تحادثه - من الغرفة إلى الخارج عبر المطبخ، وهرول فيليب بجانبها كأنه أكثر أطفال العالم طاعة وانصياعا. ساروا عبر الممر الضيق المؤدي إلى المدخل وسط الخردة، وعندما خرجوا إلى الهواء الطلق ملأت صدرها به؛ فهي لم تستنشق هواء حقيقيا منذ وقت طويل.
صاح الرجل الصغير البنية من خلفها: «يمكنك أن تسيري للأمام في هذا الطريق، وتسألي عن بيت ابن عم هارولد؛ يملك مكانا جميلا به منزل جديد، ربة المنزل هناك ترتبه دوما وتحافظ على نظافته. وسيريك أهل البيت صورا أو أي شيء تريدينه. سوف يرحبون بك؛ سيجلسونك ويقدمون لك الطعام. إنهم لا يتركون أحدا يمضي خالي المعدة.»
لا يمكن أن يكون قد ظل كل هذه الفترة جالسا القرفصاء خلف الباب، فلا بد أنه قد خرج وحرك السيارة، ولربما حركها شخص آخر؛ فقد اختفت من المكان، وذهب بها شخص ما لمرأب أو أي مبنى بعيد عن الأنظار.
تجاهلته إيف وربطت حزام مقعد ديزي، بينما ربط فيليب حزامه بنفسه دون أن يذكره أحد. وظهرت تريكسي من مكان ما، وأخذت تحوم حول السيارة بحزن تشتم إطاراتها.
صفحه نامشخص