وكفت سوابق من عبرة
على الخد جال بها الإثمد
18
فإن التي شيعتنا الغداة
مع الفجر قلبي بها مقصد
19
وقد جاء في خبره مع فاطمة هذه أنه لما جاءها أرسلت بينها وبينه سترا رقيقا تراه من ورائه ولا يراها، فجعل يحدثها حتى استنشدته، فأنشدها هذه القصيدة، فاستخفها الشعر فرفعت السجف، فرأى وجها حسنا في جسم ناحل فخطبها، وأرسل إلى أمها وكانت معها بخمسمائة دينار، فأبت وحجبته، وقالت للرسول: لا تعد إلينا، فغم ذلك الفتاة، فقالت لها أمها: قد قتلك الوجد به، فتزوجيه!
قالت: لا والله، لا يتحدث أهل العراق عني أني جئت ابن أبي ربيعة أخطبه، ولكن إن أتاني إلى العراق تزوجته.
ويقال: إنها راسلته وأوعدته أن تزوره فأجمر بيته وأعطى المبشر مائة دينار، فأتته وواعدته إذا صدر الناس أن يشيعها، وجعلت علامة ما بينهما أن يأتيها رسوله ينشدها ناقة له ضلت، فلما صدر الناس فعل، وقد قال في وصف ذلك:
قال الخليط: غدا تصدعنا
صفحه نامشخص